سلمت الوكالة الأميركية للاستخبارات للرئيس دونالد ترامب تقريراً، من 300 صفحة، حول التهديدات الكبيرة في أفق 2035، ويتوقع أن يعرف العالم تغيرات واضطرابات جيوسياسية في العقدين المقبلين. حوالي 2500 خبير استراتيجي وباحث واقتصادي ومتخصص في الاستخبارات، ضمن المجلس الوطني والموزعون على 40 بلداً، نشروا الخميس 27 يناير، تقريراً معنوناً ب"التوجهات العالمية ل2035″ من أجل تحليل التحديات التي تواجه العالم في عام 2035. ووفق هؤلاء الخبراء، فرغم الفرص الاقتصادية والتكنولوجية الهائلة في عصرنا، فالعالم لم يكن أبداً مهدداً في وجوده لأنه متكامل ومترابط على نحو متزايد. على الصعيد الديمغرافي، فالكوكب سيستضيف 8,8 مليار شخص، سيتميز فيها الشعب الصيني بالشيخوخة، والقارة الإفريقية بأعلى معدل نمو ديمغرافي في العالم، ووفق تحليلات وكالة المخابرات الأميريكية، فإن حولاي 5 ملايير شخص سيتركزون في أربعين مدينة كبرى. في المقام الثاني، يتوقع خبراء وكالة الاستخبارات زيادة الصراعات الدولية، مع تطور الهجمات الإلكترونية، والأنظمة الروبوتة، والأسلحة الدقيقة الموجهة عن بعد. وتشير توقعات التقرير أن الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين سيطورون أسطولاً بقدرات كبيرة للهجمات المستهدفة عن بعد. هذا الأمر سيكون له أثر يتجلى في "خفض نسبة الصراعات بوضع عدد أقل من الأشخاص في الخطر بسبب محاولات هؤلاء الفاعلين لاختراق العدو، وتجاوز المواجهات والاشتباكات المباشرة بين الجيوش لصالح عمليات أكثر عزلة وبعداً، خصوصاً في المراحل الأولى من الصراع". وعلى الرغم من عدم اهتمام الرئيس ترامب بقضايا البيئة والمناخ، فقد دق التقرير ناقوس الخطر حول الاحتباس الحراري وتلوث الهواء (السبب الرئيسي في المستقبل في الوفيات المتعلقة بالبيئة)، ومواجهة نصف سكان العالم لنقص في المياه الجارية. كما يشير التقرير أيضاً إلى تطور الشبكات الاجتماعية لتتجاوز الإعلام العادي، إضافة إلى ارتفاع عدم الاستقرار السياسي مع مواطنين أصبحوا أكثر فأكثر لا يثقون في قادتهم. وتتوقع وكالة الاستخبارات الأميركية أيضاً نهوض الشعبوية في أوروبا التي تواجه أزمة هوية، وانتشار الشركات المتعددة الجنسيات التي تحل محل رؤساء الدول في الحكم. بطء معدل النمو العالمي سيخلق "عالم مجزأ، حيث تسعى الدول لبناء جدران للحماية من المشاكل الخارجية، ستحاول خلق جزر آمنة في محيط غير مستقر". ورغم هذه التوقعات السوداء، فالتقرير يشير إلى أن الحصول على التعليم سيتحسن سنة 2035، كما ستكون مكانة المرأة أكثر أهمية، وستكون النساء أكثر مشاركة في الاقتصاد والسياسة العالمية، وسيلجن للمناصب العليا في المسؤولية". برلمان.كوم-متابعة