يحتفل المغاربة، يوم الأربعاء المقبل، الموافق للحادي عشر من شهر يناير الجاري، بالذكرى ال73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944. وتعتبر هذه الذكرى، من أهم المحطات الوطنية في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية والسيادة الوطنية، التي تجسد سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل. ووفق ما جاء في بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير فإن المغاربة يخلدون هذه الذكرى وفاء برجالات الوطنية والمقاومة والتحرير، وتمجيدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان صادق وواثق بعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة. ويضيف البلاغ “حيث وقفوا بعزم وإصرار وتحد في مواجهة الأطماع الاستعمارية، مدافعين عن وجود المغاربة ومقومات هويتهم ووحدتهم”. “فمن الانتفاضات الشعبية إلى خوض المعارك الضارية بالأطلس المتوسط وبالشمال والجنوب، إلى مراحل النضال السياسي كمناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي سنة 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحية والمستعجلة في 1934 و1936، تم أخيرا تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير سنة 1944″، يشير البلاغ. وعبر هذه المراحل التاريخية، عمل الراحل محمد الخامس، على إذكاء جذوة المقاومة وبلورة توجهاتها وأهدافها منذ توليه العرش يوم 18 نونبر 1927، حيث جسد الملك المجاهد قناعة شعبه في التحرير وإرادته في الاستقلال، معبرا في خطاباته التاريخية عن مطالب الشعب المغربي في الحرية والاستقلال وتمسك المغرب بمقوماته وثوابته الأصيلة، متحديا كل محاولات طمس الهوية الوطنية والشخصية المغربية.