تتواصل حركة الاحتجاجات في الجزائر لليوم الثالث على التوالي، حيث انتقلت إلى مناطق أخرى بعد ولاية بجاية التي شهدت قبل يومين إضرابا عامة ومواجهات عنيفة ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن إصابة العشرات واعتقال أكثر من 100 شخص، وفق لما أودته وسائل الاعلام المحلية والدولية. وحسب منابر إعلامية جزائرية، فقد تجددت الاحتجاجات والمسيرات الشعبية الغاضبة اليوم، في مناطق جديدة، منها القبائل وبومرداس والعاصمة الجزائر، فيما واصلت بجاية انتفاضتها ضد الزيادة المهولة في الضرائب وغلاء المعيشة. وذكرت الصحافة الجزائرية، أن الأمن والجيش أعلنا حالة الطوارئ في بعض المدن، من بينها العاصمة الجزائروبجاية وبومرداس والقبائل، بعدما تجددت المواجهات مع المحتجين الغاضبين من الأوضاع السائدة في البلاد والمطالبة بإلغاء الضرائب التي تضمنها قانون المالية لسنة 2017. وكانت بجاية شمال البلاد قد شهدت أعمال عنف وشغب حيث استهدف محتجون المحلات التجارية واشعلوا النيران فيها إضافة إلى وقوع مواجهات مع الأمن واحراق الاطارات في الشوراع. ورد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي على هذه الأحداث بقوة ، متهّماً أطرافاً “خارجية” لم يسمّها بمحاولة زعزعة استقرار البلاد وأمنها. وقال تقرير نشرته قناة “فرانس24” تحت عنوان “الجزائر على صفيح أزمة اجتماعية ساخنة”، إن الجزائريين استفاقوا مع بداية سنة 2017 على قانون جديد للمالية كرس رفع أسعار مواد الاستهلاك الأولية على غرار الحليب والبنزين والخبز، مما دفع السكان، في مدينة بجاية وقرى أخرى في منطقة القبائل ، إلى الخروج في مظاهرات مناهضة للنظام فيما قرر تجار المنطقة غلق محلاتهم احتجاجا على غلاء الأسعار. وأضافت القناة أن سكان بجاية وغيرها من المناطق خرجوا في مظاهرة ورفعوا شعارات، من قبيل، “ماذا فعلتم بمليارات الدولارات. كيف أنفقتموها وما هي النتائج التي توصلتم إليها؟ أين ذهبت أموال النفط وما هو المستقبل الذي ينتظر أولادنا؟” وتابعت أن المظاهرات أعقبتها اشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقة الشبان الذين أحرقوا بعض المقرات العمومية وشاحنات النقل، وأسفرت عن جرح العديد من المتظاهرون ورجال شرطة. ولم تقتصر هذه الاشتباكات على مدينة بجاية وضواحيها فحسب بل انتقلت إلى مدينة البويرة (130 كلم شرق العاصمة) التي عرفت هي الأخرى مظاهرات عشوائية استدعت تدخل عناصر الأمن. وخلصت “فرانس24” إلى أن الحكومة تخشى أن تنتقل عدوى المظاهرات والاحتجاجات إلى مدينة تيزي وزو، وهي عاصمة منطقة القبائل المعروفة بأنها منطقة مسيسة بامتياز وبعدائها للنظام الجزائري منذ الاستقلال.