غريب أمر القائد الجديد ل “البوليساريو” ، ابراهيم غالي. فهو، مرة يدعو وبإلحاح ، إلى مفاوضات مباشرة مع المغرب ، وأخرى ، يؤكد أنه لن يتنازل قيد أنملة عن مطالبه في الصحراء ، خاصة بالاستقبال. هذه المرة، تمادى غالي ، الذي يحمل أيضا لقب رئيس “الجمهورية الصحراوية” الوهمية ، في هذيانه ، عندما قال، إن الصحراء ليست ولن تكون أبدا جزء من المغرب”، مضيفا أن ذلك لن يتحقق سواء من بواسطة خطة الحكم الذاتي أو من خلال المفاوضات ، ولا حتى من خلال ما أسماه ب” العنف أو القمع ” الذي يمارسه المغرب، على حد زعمه. وتابع في تصريحات، على هامش مهرجان السينما بالصحراء ،”نحن نتمتع بالحق المعترف به دوليا في تقرير المصير. إذا كان المغرب سخيا وأراد منح الحكم الذاتي ، ليفعل ذلك بالنسبة لأراضي توجد في ملكيته”، قبل أن يشدد على أنه، “لا يمكن لأحد أن يكون سخيا في شيئا لا يملكه” . وأكد ابراهيم غالي ، الذي انتخب في يوليوز الماضي على رأس تنظيم “البوليساريو” الانفصالي والكيان المصنع التابع له ،”الجهورية الصحراوية” ، بنسبة 90 % ، وهي نسبة لا نجدها إلا في أسوأ الدكتاتوريات في العالم، (أكد) ، أن الجمهورية الوهمية ليست جزء من المغرب ولن تكون كذلك في المستقبل. من جانب آخر، يريد الانفصالي ابراهيم غالي ، الذي نقل تصريحاته الموقع الإسباني « Publico » ، أن يظهر بمظهر المتشبث بالسلام ، حين أكد أن “الأسوأ تم تفاديه حتى الآن”، قبل أن يتابع “إنهم (المغاربة) يواصلون استفزازاتهم ، ولولا تعلقنا بالسلام ، لكان الوضع مختلفا عما هو عليه الآن”. وأوضح أيضا ، أن “انتهاك المغرب لاتفاق إطلاق النار ، كان من شأنه أن يؤدي إلى استئناف الحرب ، لكن مع ذلك ، فضلنا التزام الهدوء”. من جهة أخرى تحامل ابراهيم غالي على فرنسا ، التي وصفها ب”حليف المغرب في هذا النزاع”، متهما باريس بالاستمرار في نهج “سياسة استعمارية” في المنطقة. وتابع قائلا: “طالبنا من فرنسا ألا تتحرك خارج الإطار الدولي . فهي تعتبر مهدا لحقوق الانسان ، ورغم ذلك تساند المغرب في انتهاكه لحقوق الصحراويين واتفاق السلام”. وحسب زعيم الانفصاليين، فإن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ، البرتغالي ، أنطونيو غوتيريس ، “يعرف جيدا القضية الصحراوية ، لأنه زار مخيمات اللاجئين ، وإن كان يعترف بأنه ورث وضعا صعبا” . “ونأمل أن يكثف من جهود الأممالمتحدة، ويعتمد على دعم مجلس الأمن ،كي تتمكن الأممالمتحدة من القيام بمهمتها مرة واحدة”، يقول زعيم الانفصاليين. من جهة أخرى ، اعتبر ابراهيم غالي طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الافريقي ، بأنه يمثل “فرصة ممتازة، لكي يبين بوضوح ، أين تبدأ وأين تنتهي حدوده ، وحتى يبينوا (المغاربة) بأنهم مستعدون لاحترام الجمهورية الصحراوية ،باعتبارها “عضوا مؤسسا للاتحاد الافريقي”. هذه التصريحات المليئة بالتناقض ، تبين مدى الغرور والغطرسة التي تعشعش في عقول انفصاليي “البوليساريو”، مما يؤكد أن أي حوار مباشر معهم ، إنما هو ضرب من العبث ومضيعة للوقت. وردا على دعوة ابراهيم غالي إلى استئناف المفاوضات مع المغرب، يمكن التساؤل عن جدوى مثل هذه المفاوضات.