أكدت الدراسات أن الرغبة في تناول الطعام رغم الشعور بالشبع بالإضافة إلى الإفراط في الأكل، يعتبر من أكثر المؤشرات وضوحاً على سوء الحالة النفسية للشخص، وتختلف هذه المشكلة من حالة إلى أخرى ويختلف العلاج باختلاف الحالة. وتعود الإصابة بداء الشراهة إلى أسباب مرضية وأخرى نفسية، تسببها مشاعر الحزن والكآبة التي تختلج في دواخل الشخص، حيث ثبت أن هذه الأحاسيس تجعل البعض يحس بالجوع والرغبة في الأكل دون توقف، على عكس البعض الآخر الذي يؤدي لديه الشعور بالحزن إلى النفور من الأكل. كما أن المواقف المؤثرة والتي قد يكون مردها أمور عاطفية حتى ولو كانت تتعلق بالأسرة والأخوات الصديقات، قد تؤدي إلى الرغبة في الأكل لما تخلفه في نفسه من تصعيد للمشاعر التي تتفاعل بداخله، فيصبح الأكل أنسب طريقة لملء الفجوة الهائلة بوجدان الشخص خطأ بالاكل. ومن الناس من إذا حصل له هم أو حزن أو مواقف عاطفية تؤثر عليه، يميل إلى كثرة النوم، ومنهم من يميل إلى النقيض وهو قلة النوم، وفي ما يخص الطعام نجد من يكثر منه ومن تقل شهيته، وكلها أعراض خفية لحالة الكآبة والقلق والاضطرابات العاطفية التي تحصل للأشخاص، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالرغبة في الزواج مثلاً أو الرغبة في الإنجاب أو غير ذلك من الأمور الخفية التي قد تعرض للإنسان. ويتم التعرف على الأسباب النفسية من خلال اللجوء إلى الطب النفسي بالإضافة إلى الكشف عن بعض الأعراض والعلامات التي تظهر إصابة المريض ببعض الأمراض النفسية. وتعود أهم أسباب الإفراط في الأكل حسب أخصائيي الطب النفسي، إلى التوتر الذي يجعل بعض الناس في حاجة إلى الطعام لتعويض الطاقة التي استنفدت خلال اليوم. كما أن الطعام بالنسبة إلى البعض يمكّن من التخلص من الأفكار والمشاعر المزعجة وتسمى هذه الحالة بالأكل الانفعالي. بالإضافة إلى أن فترات الفراغ الطويلة خلال اليوم والإحساس بالوحدة وقلة الأصدقاء، يجعل من الطعام خير صديق لبعض الأشخاص الذين يلجؤون إليه، للتغيير أو الهروب من بعض الظروف أو مشاعر الإحباط والإحساس بالذنب والاكتئاب. ويُشار إلى أن القلق والغضب والشجار عوامل تسبب حالة نفسية تدفع الشخص إلى تناول الطعام لشغل الذهن والتنفيس عن الغضب. ويؤكد أخصائيو الطب النفسي أن حالة الشراهة يمكن أن تستمر لفترة ثم تتوقف، كما يمكن ألا تتوقف مسببة بذلك أمراضا لا تحصى ولا تعد، نذكر منها البدانة وما تخلفه من مشكلات صحية.