تعثر الحوار الاجتماعي وارتفاع أعداد الاحتجاجات العمالية بالمغرب، تسبب في توجيه الاتحاد الدولي لنقابات العمال لانتقادات كثيرة للمغرب، حيث اتهمت المنظمة في تقريرها الصادر تحت عنوان "الدول الأسوأ في العالم للعمال والعاملات" المغرب بارتكاب انتهاكات منتظمة ضد العمال. البعثة التابعة للاتحاد الدولي لنقابات العمال “وثقت ووقفت”، في الجولة التي قامت بها عبر العالم مرورا بالمغرب، وسلطت الضوء على الصعوبات التي يواجهها العمال والعاملات في المملكة، مقدمة مثل بما تشهده عدة شركات ومؤسسات مغربية. كما اعتبر التقرير أن الحكومة المغربية أبانت في العديد من المناسبات عما وصفته ب"الاستخفاف" بالحوار الاجتماعي. هذا ورغم توجيهها لانتقادات كثيرة، الا أن المنظمة وضعت المغرب في "الخانة الثالثة" جنبا الى جنب مع بريطانيا وإسبانيا، متقدما على كل بلدان شمال إفريقيا. وفيما يخص شمال افريقيا، فقد اعتبر التقرير المغرب، أفضل في مجال احترام حقوق العمال من دول الجوار. فليبيا التي جاءت في "الخانة الخامسة +" بين الدول الأسوأ التي "تغيب فيها حقوق العمال بسبب الفوضى. فيما احتلت الجارة الجزائر ومصر الخانة الخامسة" مع الدول التي تغيب فيها ضمانات حقوق العمال، أما تونس فجاءت في "الخانة الرابعة" في مصف الدول التي تنتهك بشكل منظم حقوق العمال والعاملات. ويذكر أن تقرير المنظمة اتهم المغرب، بانتهاك الحوار الاجتماعي في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن 9000 عاملا ينتمون للفيدرالية الوطنية لعمال الطاقة قاموا بإضراب وطني من أجل التنديد بالطريقة التي انتهكت بها السلطات المغربية اتفاقا شاملا توصلوا إليه بعد مفاوضات ماراطونية مع ممثلي العمال، مضيفا أن عدد من عمال شركة Maghreb Steel التابعين للاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء تعرضوا شهر غشت المنصرم، لما وصفوه “قمعا قويا” من قبل السلطات المغربية، مشيرا كذلك الى طرد الشركة ل13 عاملا مضربا.