كتبت صحيفة “ذا تايمز أوف إنديا” الهندية، اليوم الجمعة، أنه من الأجدر للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يتراجع عن تصريحاته الأخيرة حول الصحراء حتى “لا يزيد من تعقيد القضية”. وأبدت الصحيفة، في مقال للصحفي الهندي، رودرونيل غوش، نشرته على موقعها الإلكتروني، استغرابها من وصف بان كي مون لوضع المغرب في الصحراء ب “الاحتلال”، مؤكدة “مجانبة هذا التوصيف للحقيقة استنادا إلى التاريخ والشرعية والوضع على الأرض، وأيضا تعارضه مع الجهود الحقيقية التي تبذلها المملكة من أجل الاستجابة لتطلعات الساكنة الصحراوية”. واعتبرت الصحيفة أنه من باب كبرى المفاجآت وبما يجانب الحكمة كليا أن يدلي الأمين العام للأمم المتحدة بتصريحات خطيرة من هذا القبيل، بالنظر لما يبذله المغرب من جهود هائلة لتعزيز السلام والأمن في منطقة شمال إفريقيا وخارجها، وأيضا “بالنظر إلى خطورة الوضع المتفجر أصلا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. كما حذرت الصحيفة من أن تصريحات من هذا القبيل تسير في اتجاه تجاهل المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي أجمع المنتظم الدولي على جديته ومصداقيته، مشددة، في هذا الصدد، على أنه لا حل لقضية الصحراء المغربية خارج نطاق هذا المقترح. وشددت أيضا على ضرورة تقديم بان كي مون لتقرير مهني إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد ولاية بعثة (المينورسو) خلال الشهر المقبل. وعلى صعيد آخر، أبرزت الصحيفة الدور الرائد الذي يضطلع به المغرب بشأن تعزيز التعاون جنوب – جنوب داخل القارة الإفريقية، من خلال استراتيجية ترتكز على تضافر جهود الأفارقة لمكافحة ويلات الفقر والبؤس، منوها بالتعاون القائم بين المملكة وبلدان الصحراء والساحل. وفي سياق جهود المغرب الدبلوماسية، توقفت الصحيفة عند مساهمته الاستثنائية من أجل تسهيل عملية السلام في ليبيا، باحتضانه على مدى أشهر للمفاوضات بين ممثلي الفرقاء الليبيين، والتي تمخض عنها اتفاق الوحدة وتشكيل حكومة موحدة بمباركة تامة من قبل الأممالمتحدة، مشيرة إلى أن دور المغرب في هذا الشأن حظي بإشادة القوى الدولية العظمى مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا . وفي السياق ذاته، سجلت الصحيفة أيضا جهود المغرب في محاربة التطرف الديني، واضطلاعه بمهمة تكوين الأئمة الأجانب على القيم الحقة للإسلام. ولم يفت الصحيفة التذكير بأن احتضان المغرب لقمة المناخ (كوب 22)، المرتقب عقدها في مراكش أواخر العام الجاري، يتماشى مع التزامه بتطوير اقتصاد أخضر مستدام، وأيضا مع ما يبذله من جهود في مجال الاستثمار في الطاقات البديلة، من قبيل إطلاقه العمل مؤخرا لمجمع الطاقة (نور بورزازات)، الأكبر من نوعه في العالم. المصدر :ومع