قال الصحفي الهندي، رودرونيل غوش، إن المجتمع الدولي مدعو لدعم المغرب في الجهود التي يبذلها من أجل تعزيز السلام الدائم والتنمية في إفريقيا والعالم العربي. وشدد غوش، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) أول أمس، على ضرورة الوقوف إلى جانب المغرب ودعم مبادراته الدبلوماسية وسياساته التنموية، بالنظر إلى أن المملكة أضحت تضطلع بدور مهم في مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة. ولفت الكاتب الانتباه إلى أن فيروسا معديا مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) سيواصل انتشاره ما دامت هناك دول ذات مؤسسات ضعيفة في المنطقة، معتبرا أن العلاج من هذا الفيروس يتمثل بالأساس في ضمان أنظمة سياسية ذات تمثيلية مع تحقيق تنمية اقتصادية عادلة.
ولهذا السبب، يضيف كاتب المقال، أخذ المغرب زمام المبادرة من أجل تسهيل المصالحة السياسية ودعم التنمية الاقتصادية في مناطق الصحراء والساحل.
وفي هذا الصدد، أبرز الصحفي الهندي مدى النجاح الذي لقيه منتدى "كرانس مونتانا"، المنظم مؤخرا بمدينة الداخلة المغربية، مشيرا إلى أن هذا الحدث الدولي تميز بحضور وازن لعدد من رؤساء الحكومات والمنظمات الدولية والخبراء، من أجل بحث ومناقشة تحديات التنمية في إفريقيا والبلدان النامية.
وذكر الكاتب بأنه في أعقاب مرحلة ما سمي ب "الربيع العربي"، أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصياغة دستور جديد، داعيا إلى تنظيم انتخابات جديدة ومنح سلطات أوسع لمؤسسة البرلمان، مما مكن المغرب من البروز بمظهر أقوى جعله الآن قادرا على مد يد المساعدة للآخرين.
وفي هذا الإطار، أكد كاتب المقال أن المغرب لا يعمل فقط على تشجيع الإسلام المعتدل، من خلال برنامج يرتكز على تكوين الأئمة من البلدان الشريكة على أسس المذهب المالكي المعتدل، وإنما يوفر أيضا دعما سياسيا وأمنيا واقتصاديا مباشرا لعدد من بلدان منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء.
وأشار إلى أن أجواء التوتر التي كانت قد اندلعت بين الطوارق في شمال مالي والحكومة في العاصمة باماكو، مكنت جماعات متشددة من الاستفادة من تلك الأوضاع للقيام بعدد من الهجمات الخطيرة إلى أن تم صدها من قبل قوة عسكرية دولية، معتبرا أنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم إلا من خلال إرساء مصالحة بين الطوارق وسلطات باماكو، "وهذا ما يسعى المغرب إلى تسهيله".
على صعيد آخر، يضيف الكاتب، أخذ المغرب على عاتقه مهمة تسهيل عملية المصالحة بين الفصيلين الرئيسيين المتحاربين في ليبيا، إذ التقى المفاوضون من الجانبين في مدينة الصخيرات المغربية لمناقشة شروط تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، في إطار جلسات حوار تدعمها منظمة الأممالمتحدة.
وأكد، بهذا الخصوص، على أهمية هذه المفاوضات التي يحتضنها المغرب في دعم الانتقال الديمقراطي في ليبيا ووضعه على السكة الصحيحة، وكذا وقف النجاحات التي يحققها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل الأراضي الليبية.