أبرزت صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا" الهندية الأهمية التي تكتسيها زيارة الملك محمد السادس لروسيا وانعكاساتها الجيوسياسية المهمة. وأوضحت الصحيفة، في مقال من توقيع الصحفي الهندي رودرونيل غوش، نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء الخميس المنصرم، أن الزيارة الملكية إلى روسيا ذات بعد حيوي، بالنظر إلى أنها تمنح العديد من فرص التعاون بين الرباطوموسكو في عدد من المجالات. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة الهندية أنه "يمكن للشراكة بين المغرب وروسيا أن تزدهر في إطار علاقة استراتيجية رئيسية ضمن المشهد العالمي الراهن". وأكدت الصحيفة أن روسيا والمغرب، اللذين وقعا بهذه المناسبة إعلانا مشتركا حول مكافحة الإرهاب الدولي، بإمكانهما التعاون بفعالية في هذا المجال، لاسيما وأن موسكو تواجه تهديدات الجماعات الجهادية فوق أراضيها، وكذا التحاق عدد من المواطنين الروس للقتال إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ما يعد مصدر قلق كبير في حالة عودتهم إلى وطنهم. وفي هذا الصدد، أبرزت الصحيفة أن المغرب حظي بقدر كبير من الثناء الدولي بعد نجاحه في العمليات الأمنية والاستخباراتية ضد المجموعات والخلايا التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، لافتة إلى أن الجهود التي بذلتها المملكة في هذا الاتجاه جعلته يظهر بوصفه جزيرة من الأمن والاستقرار في منطقة مضطربة. وأوضحت أن المغرب بادر إلى تقديم المساعدة لعدد من البلدان الأجنبية في عملياتها ضد الإرهاب، مذكرة في هذا الصدد بأنه في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي شهدته باريس في نونبر الماضي، ساهمت المملكة بمعلومات أمنية في غاية الأهمية، مكنت السلطات الفرنسية من القضاء على الأطراف التي تقف وراء ذلك المخطط الإرهابي. وأشارت إلى أن المغرب اضطلع، بدور أساسي في العمليات الأمنية متعددة الأطراف للقضاء على الجماعات المتطرفة التي سيطرت على مساحات شاسعة في دولة مالي، بالإضافة إلى الجهود التي ما فتئت الرباط تقوم بها لتعزيز الإسلام المعتدل، من خلال تكوين الأئمة الأجانب لمواجهة الانتشار العالمي للفكر الجهادي، ما جعل المملكة تبرز كحصن ضد التطرف ودعامة للاستقرار والأمن الدوليين. من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة "تشكل مناسبة لتنسيق المواقف بين المغرب وروسيا بشأن قضية الصحراء المغربية داخل منظمة الأممالمتحدة، ومنع أي محاولة للإطاحة بقرارات الأممالمتحدة السابقة بشأن هذا النزاع، لاسيما بعد التصريحات الأخيرة للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون".