الخط : إستمع للمقال شهدت المكتبة الوطنية، اليوم الثلاثاء بالرباط، افتتاح معرض متنقل يحمل عنوان "كوكب إفريقيا رحلة أركيولوجية عبر الزمن"، وذلك بإشراف من وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد. ويهدف هذا المعرض إلى تسليط الضوء على التراث الأثري للمملكة المغربية وأهم الاكتشافات الأركيولوجية التي توصل إليها الباحثون في هذا المجال. وهذا الحدث، الذي أتى بالتعاون مع ألمانيا، يعكس، وفقا للمنظمين شراكة فريدة تجمع بين العلم والفن لتقديم المعلومة الأركيولوجية بشكل مبتكر وجذاب. وأبرز المعرض الذي تم تقديمه بطريقة مبتكرة التنوع الهائل من النظم البيئية والكائنات الحية، باعتبارها مهدا للإنسانية، حيث شهدت إفريقيا ميلاد الاختراعات الأولى مثل الأدوات الحجرية والنار، وكانت أيضا مركزا للابتكارات التقنية باستخدام الخزف مثل الذهب والمعدن، وكانت ملتقى طرق التجارة العالمية بفل مواردها مثل العاج والذهب. جولة في المغرب وإفريقيا وأوروبا في تصريح خاص لموقع "برلمان.كوم"، أوضحت هدى وادوش، الأستاذة الباحثة في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن هذا المعرض متنقل، وسيبدأ من المغرب قبل أن يجوب عددا من الدول الإفريقية والأوروبية، معبرة عن فخرها بأن يكون للمغرب شرف افتتاح هذا الحدث، كما أشارت إلى أن المعرض، يعرض أبرز الآثار المغربية بالإضافة إلى اكتشافات أركيولوجية فريدة لا توجد إلا في المملكة. ومن جهة أخرى، أوضحت وادوش أن هذا المعرض يمثل بوابة مهمة يستطيع من خلالها علماء الآثار التواصل مع الجمهور، لعرض نتائج أبحاثهم ومشاركة اكتشافاتهم مع المهتمين والباحثين على حد سواء. مضيفة أن المعرض لا يقتصر على تقديم المعلومات الأثرية، بل يشمل أيضا شراكات مع فنانين، مما يعكس تكاملاً بين العلم والفن في تقديم هذه التجربة المبتكرة. شراكة علمية مع الجمهور من جانبه، أكد عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن هذا الحدث يتيح فرصة لتقاسم أحدث نتائج الأبحاث الأركيولوجية، سواء التي أجريت في المملكة المغربية أو في القارة الإفريقية، مع الجمهور الأكاديمي والمهتمين من خارج المجال. وأوضح بوزوكار أن الهدف الأساسي من هذا المعرض هو نشر المعرفة العلمية وتعزيز الوعي بأهمية التراث الأثري، مؤكداً أن مشاركة هذه الأبحاث مع الجمهور تُعد خطوة مهمة لكل من الباحثين والجمهور العادي. كما كشف أن النسخة الثانية من هذا المعرض ستقام في ألمانيا في الأسبوع الأول من شهر دجنبر المقبل. تجربة فريدة تجمع بين العلم والفن ويجسد هذا المعرض نموذجا مبتكرا يجمع بين تقديم المعلومة العلمية والتجربة الفنية، مما يجعله وسيلة فعالة لإبراز الغنى الأثري للمملكة المغربية وتعزيز التواصل بين الباحثين والجمهور. كما يعكس الحدث روح التعاون الثقافي والعلمي بين المغرب وألمانيا، ويفتح المجال لتوسيع دائرة الاهتمام بالتراث الأركيولوجي على المستوى الدولي. هذا ويقدم المعرض رؤية جديدة للتفاعل مع الاكتشافات الأثرية، ويؤكد على أهمية حماية التراث الثقافي وتعزيز الوعي بدوره في الحفاظ على الهوية التاريخية للمجتمعات. الوسوم ألمانيا المغرب المكتبة الوطنية المهدي بنسعيد علم الآثار