الخط : إستمع للمقال مرّ حوالي شهر تقريبا على حادث مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية وأحد مرافقيه، من طرف إسرائيل، وبالضبط يوم 31 يوليوز المنصرم، عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان. ومنذ ذلك الحين، أي بعد شهر تقريبا وإيران وذراعها العسكري الذي خربت به لبنان، حزب الله، يتوعدان بالرد على إسرائيل، لكن ظلّت هذه التهديدات مجرد كلام وتصريحات لمسؤولين إيرانيين لوسائل الإعلام، في وقت تواصل فيه إسرائيل تنفيذ هجماتها على المواطنين، الأبرياء والعزل بغزة وبمناطق أخرى. فالعالم اليوم يراقب الوضع وهو يعرف أن تهديدات إيران مجرد سراب حولته إلى فزاعات لإخافة إسرائيل، في حين أن الوقت الذي سترد فيه طهران على تل أبيب غير متوفر في الزمن الحالي ولا في الزمن القريب، علما أن مقتل هنية فوق الأراضي الإيرانية أسال مدادا كثيرا وصل إلى حد التشكيك في صفقة إسرائيلية إيرانية أو تنسيق بين الطرفين لوضع حدّ لحياة زعيم حركة حماس، ذلك أن مقتل هنية تزامن مع المفاوضات التي كانت قد انطلقت من أجل إيجاد حلّ لوقف إطلاق النار في غزة، بينما ايران لا يهمها السلام في المنطقة بقدر ما يهمها التوثر خدمة لمصالحها، إذ كلما هدأت الأمور إلا وتوحهت الأنظار إلى ترسانتها الكبيرة من الأسلحة. ولعلّ ما يكشف أن إيران عاجزة فعلا عن الرد على إسرائيل التي تفاوض من مبدإ قوة التدمير والتخريب بوحشية غير مسبوقة في التاريخ، هو أن إسرائيل استمرت في إغتيال قيادات حماس وحزب الله في حين ظلت إيران تهدد وتتوعد، وهي نفس التهديدات التي سبق أن أصدرتها يوم مقتل قاسم سليماني في هجوم بتنسيق أمريكي إسرائيلي، بتاربخ 3 يناير 2020، علما أن الأمر يتعلق بقائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يومها توعدت إيران آنذاك بالرد على الحادث، ولحدود الساعة لم ير العالم أي رد أو انتقام كما روجت له طهران عبر أذرعها الإعلامية، اللهم إن كانت تقصد بالرد، تهييج إسرائيل من خلال عملية طوفان الأقصى التي استغلتها إسرائيل لتعطي لنفسها الشرعية القيام بمجازر وحشية في حق الفلسطينيين العزل، أطفالا وشيوخا في غزة. إذن فسيظل السؤال مطروحا: متى يأتي الرد الإيراني؟ أم أنه علينا انتظار نهاية القرن الحالي أي إلى أن يطوي التاريخ صفحاته وتتقلب الذرائع والوقائع وتتغير الأحوال والصنائع؟. الوسوم إسرائيل إيران اسماعيل هنية الجزائر داعش