الخط : إستمع للمقال ذكر بلاغ للديوان الملكي، اليوم الثلاثاء، أنه في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون رسميا للملك أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية". وفي الرسالة ذاتها، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى ال25 لعيد العرش، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك "ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة"، أن بلاده "تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي". وفي هذا الإطار قال إبراهيم بلالي اسويح المحلل السياسي وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، إن إعلان الرئيس الفرنسي هو موقف رسمي للدولة، بتأكيد سيادة المغرب على صحرائه، باعتبار أن فرنسا كانت دائما داعما سياسيا للمغرب في المحافل الدولية، لكن دون إطار قانوني لهذا الموقف على المستوى الرسمي. وأوضح المحلل أن هذا الأمر، هو ما سبب في مرور العلاقات المغربية الفرنسية في الآونة الأخيرة، من مد وجزر. وأكد المحلل في تصريحه، أن فرنسا هي عضو بمجلس الأمن وعضو في مجموعة أصدقاء الصحراء، وعضو مؤثر في الإتحاد الأوروبي، وتبنيها لهذا الموقف سيكون له بالغ التأثير بعد الاعتراف الرسمي الأمريكي سنة 2020. واعتبر الخبير السياسي، أن هذا التأكيد، سعت الجزائر لمنع وقوعه، عن طريق التلويح والتهديد بالمصالح الاقتصادية بما في ذلك ورقة الغاز، رغم علمها بأن الموقف الفرنسي كان دائما من الناحية السياسية داعما للرباط. وأشار الخبير، إلى أنه بالمقابل سيكون لموقف فرنسا الجديد تبعات دولية وأممية في التعاطي مستقبلا مع هذا النزاع المفتعل، وذلك أولا بتكريس أن لا حل سياسي خارج مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب، ثم إن هامش مناورة تغيير الطبيعة الحقيقية للنزاع والتي كانت في السابق إحدى مناورات الجزائر البوليساريو، ستعرف تغيرا في اتجاه حقيقته، والتي هي أنه نزاع إقليمي مفتعل. وتابع المتحدث ذاته، أن تأكيد فرنسا على سيادة المغرب على صحرائه، سيساهم في استكمال طوق التأييد مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، القوة المؤثرة عالميا، وإسبانيا المستعمر السابق للإقليم، ثم فرنسا صاحبة الأرشيف، لخلق التأييد والحسم النهائي الذي أصبحت الجزائر قبل غيرها تدرك أنه بات وشيكا. وأبرز الخبير، أن فرنسا إقليميا بدأت تدرك أن قواعد اللعبة السياسية قد تغيرت في اتجاه لا يخدم مصالحها، بمنطقة الساحل بالتحديد، وأصبح ذلك يمتد على كامل القارة الأفريقية، الشيء الذي يفرض حلحلة تموقعها. وأكد الخبير، أن المملكة المغربية حاليا تعتبر بنضج الشروط حليفا استراتيجيا موثوقا به، بالنظر للعديد من المعطيات التي فرضت على الساحتين القارية والدولية، من ريادة أمنية مروراً بالتنمية الجيواستراتيجية، وصولا إلى دبلوماسية فاعلة يصعب معها الإستمرار بالتعاطي بالمقاربة السابقة لفرنسا، التي بهذا الموقف الداعم للأمن الإقليمي للمملكة، يمكن أن تعيد ترتيب بعض أوراقها، في رسم تحالفات جديدة كانت قد فقدت الكثير منها في الآونة الأخيرة. الوسوم الصحراء المغربية المغرب الملك محمد السادس فرنسا