الخط : إستمع للمقال شهدت الانتخابات التشريعية الفرنسية مفاجآت كبيرة، حيث أسفرت عن جمعية وطنية مشرذمة بين ثلاث كتل رئيسية، مما أدى إلى بدء مداولات سياسية مكثفة لبناء أغلبية جديدة وتعيين رئيس للوزراء، ورغم التوقعات بتصدر اليمين المتطرف، إلا أنه حل ثالثا بعد تشكيل جبهة جمهورية من اليسار والوسط، حرمته من الوصول إلى السلطة، لكنه حقق تقدما لافتا بعدد مقاعد يتراوح بين 135 إلى 145. ومن دون حصول أي طرف على الأغلبية المطلقة، تجد فرنسا نفسها في وضع غير مسبوق مليء بعدم اليقين، حيث تصدرت الجبهة الشعبية الجديدة بقيادة فرنسا الأبية اليسارية المتشددة الجمعية الوطنية ب177 إلى 198 نائبا، لكنها تواجه تحديات وحدة الصف الداخلي. ودعت كليمانتين أوتان، نائبة عن فرنسا الأبية، نواب الجبهة إلى اقتراح مرشح لرئاسة الوزراء، مع استبعاد بعض الأسماء البارزة مثل فرنسوا هولاند وجان-لوك ميلانشون. وفي المعسكر الرئاسي، الذي حقق 152 إلى 169 نائبا، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس ماكرون سينتظر تشكيلة الجمعية الوطنية ليقرر تعيين رئيس الوزراء الجديد، فيما أعرب رئيس الوزراء الحالي، غابريال أتال، عن استعداده للبقاء في منصبه طالما استدعت الحاجة، مُرحبا بنتائج الانتخابات التي منعت أي من الأطراف المتطرفة من تحقيق غالبية مطلقة. وحقق التجمع الوطني اليميني المتطرف تقدما في البرلمان لكنه بقي بعيدا عن الغالبية، حيث ضاعف عدد نوابه، وعبرت زعيمة الحزب، مارين لوبن، عن رضاها النسبي معتبرةً أن "نصرهم مؤجل، المد يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرة لكنه يستمر بالصعود" مضيفة "لدي خبرة كبيرة تكفي لكي لا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعفنا فيها عدد نوابنا". فيما هاجم رئيس التجمع، جوردان بارديلا، الجبهة الجمهورية التي وقفت في وجه معسكره، ورغم ذلك، أكدت لوبن أن حزبها سيظل معارضة قوية داخل الجمعية الوطنية مع وضع نصب عينيها الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027. وفي الوقت الذي عبر غالبية الفرنسيين عن رفضهم لليمين المتطرف، شهدت باريس احتفالات واسعة بهزيمته، حيث تجمع آلاف الأشخاص في ساحة الجمهورية للاحتفال بنتائج الانتخابات التي منعت وصول اليمين المتطرف للسلطة، مع أجواء فرح وألعاب نارية، وفي الوقت ذاته، عبّر أنصار اليسار عن ارتياحهم الكبير، معتبرين النتائج بمثابة بارقة أمل وتحرر لمستقبل فرنسا. الوسوم الانتخابات التشريعية اليمين المتطرف فرنسا ماكرون