الخط : أصدر حزب العدالة والتنمية أمس الأحد، عقب الاجتماع الذي عقدته أمانته العامة أول أمس السبت، وترأسه رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام الحالي للحزب، عبد الإله بنكيران، بلاغا، ترحم في بدايته على ضحايا زلزال الحوز وفيضانات درنة بليبيا، قبل أن يشيد بطريقة تدبير الملك محمد السادس لمخلفات هذه الفاجعة وبجهود كل السلطات العسكرية والمدنية. ولم يفوت البيجيدي الفرصة للتهكم على المغاربة وممارسة الهواية المفضلة لمعظم قيادييه، وفي مقدمتهم أمينه العام عبد الإله بنكيران وهي "التقلاز من تحت الجلباب" بعدما ادعى في بلاغه أن الزلزال الذي ضرب الحوز وخلف أزيد من 2900 قتيل، هو بمثابة عقاب من الله، وأنه من واجبهم كحزب سياسي "أن يدعو المغاربة إلى الاعتبار مما وقع وإلى "الرجوع إلى الله" ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة وفق ما جاء في بلاغ الحزب. وواصل البيجيدي في بلاغه الاستهزاء بالمغاربة ومواصلة "الخبث السياسي" الذي اعتاد على ممارسته في مثل هذه اللحظات العصيبة التي تمر منها بلادنا بين الفينة والأخرى، عندما أكد على أن مصيبة الزلزال التي ألمّت ببلدنا هي إنذار من الله، وفرصة لكي "نتبين أن الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها...". إنّ من تمعّن جيّدا في ما بين أسطر هذه الفقرة من بلاغ البيجيدي، سيكتشف أن هذا الحزب لم يستطع لحدود الساعة بلع الهزيمة النكراء التي تكبدها خلال انتخابات 8 شتنبر 2021 التي أعاده فيها المغاربة إلى حجمه الطبيعي ووضعوه في المكان الذي يستحق، ليستغل اليوم مأساة الزلزال التي أودت بأبرياء في مناطق همّشتها حكومة العدالة والتنمية في ولايتها الأولى بقيادة بنكيران نفسه، وكذلك في ولايتها الثانية بقيادة سعد الدين العثماني، للانتقام من المغاربة، وكأنه يريد أن يقول لهم، "إن هذا الزلزال هو عقاب لكم لأنكم لم تتركونا في مناصب المسؤولية واخترتم أشخاصا وأحزابا آخرين". وهنا نود أن نسائل وبشكل مباشر عبد الإله بنكيران الذي يتصور بأن هذا الزلزال هو عقاب من الله للأمة ولجميع المغاربة، ما هو الذنب الذي اقترفته ساكنة تلك المناطق النائية لكي يعاقبها الله إذا صدّقنا فعلا ادعاءاتك؟ هل هم من كانوا يسيرون الحكومة والجماعات الترابية محليا وإقليميا وجهويا واغتنوا منها وأصبحوا رجال أعمال ومقاولين وأثرياء بعدما كانوا مجرد موظفين بسطاء، وكل ذلك من المال العام؟ وهل هم من جلسوا جنبا إلى جنب مع المسؤولين الإسرائيليين لتوقيع اتفاق إعادة إحياء العلاقات مع إسرائيل إذا كان هذا ما تقصده بالذنوب والمعاصي السياسية المرتبطة بالتدبير العمومي؟ وهل هم من يتقاضون معاشا بقيمة 7 ملايين سنتيم دون أن يسيل عرقهم من أجلها؟ وهل الله عز وجل، الذي لا نعلم حكمه في ما يلحق بنا من مصائب أحيانا انطلاقا من منظورك وحزبك، يريد من خلال الزلزال أن يعاقب ساكنة تلك المناطق الفقيرة والضعيفة، والتي لا تفهم في السياسة، بسبب الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها بحسب ما ورد في بلاغكم؟ وإذا كنتم قد أشرتم في بلاغكم إلى أنه لا أحد ينبه أو يذكر بما ينبغي أن يراجع على ضوء ما كشفه هذا الزلزال من خصاص وتفاوتات مجالية، رغم أننا ومجموعة من المنابر تطرقنا إلى الأمر ونبّهنا إليه مرار وتكرار كل الحكومات المتعاقبة، فإننا هنا من الواجب وانطلاقا من الأمانة الإعلامية التي نحملها على عاتقنا أن ندعو لمحاسبة كل وزراء حكومتك وحكومة سعد الدين العثماني بسبب تهميشكم لهذه المناطق، عوض العمل بالمثل المغربي القائل "ضربني وبكى وسبقني واشكى"، من خلال الادعاء بأن الزلزال الذي ضربها هو عقاب من الله وليس بسبب التقصير في مسؤولياتكم تجاه هذه المناطق وعدم وضعها في صلب السياسات العمومية عندما كنتم في مراكز القرار. كما نسائلكم أيضا ماذا قدمتم لهذه المناطق حينما قدتم الحكومة لعشر سنوات عجاف، عانى فيها المغاربة ولازالوا إلى الآن يعانون من تبعات قرارتكم اللاشعبية والتي مهدت الطريق لمجموعة من اللوبيات، وفي مقدمتها لوبي المحروقات الذي تركتم المغاربة فريسة له، بعدما أقدمتم على تحرير الأسعار ورفعتم الدعم عن المحروقات، وتجرأتم على المس بصندوق المقاصة وصندوق التقاعد، ولازال المغاربة إلى اليوم يؤدون ثمن قراراتكم هاته، واليوم وبدون خجل تخرجون علينا ببلاغ تقولون فيه للمغاربة بأن الزلزال ضرب تلك المناطق بسبب الذنوب السياسية. وقبل أن نختم، نود أن نذكركم مجددا بأن المغاربة فطنوا إلى أنكم لستم سوى حزبا جعل من الخطاب الديني مطية لتحقيق أهدافه والوصول للمناصب، وهو ما دفعه لكي يلفظكم خلال انتخابات سنة 2021، ولولا القاسم الانتخابي الجديد الذي عارضتموه آنذاك لَمَا حصلتم على تلك المقاعد ال13 في مجلس النواب، و3 مقاعد بمجلس المستشارين، وهذا في حد ذاته جواب كاف من المغاربة، مفاده "أننا لم نعد بحاجة إليكم ولم نعد نثق فيكم وفي خطابكم، ولن تنطلي علينا حيلكم مرة أخرى"، الزموا الصمت و"اعطيونا التيساع" فصمتكم أحسن من خرجاتكم هاته التي تزيد من تعميق جراحنا وتكشف حقيقتكم وكيف تسمحون لأنفسكم باستغلال معاناة ومآسي الناس لتصفية حساباتكم السياسية وممارسة سياستكم الخبيثة.
الوسوم السياسة بنكيران عبد الإله حزب العدالة والتنمية زلزال الحوز عقاب