بعد أن صمت دهرا ها هو ينطق عهرا.. إنه حال حسن بناجح الذي لم ينبس ببنت شفة وهو يرى كتاب الله يدنس في قناة ريفيزيون، بينما غاضه الحال من البلاغ الذي أصدرته المملكة المغربية بشأن ما يجري من تطورات وتحركات عسكرية في الغابون. فما يجري في الغابون هو ربما أهم وأولى بالاهتمام من كتاب الله عند حسن بناجح براح جماعة العدل والاحسان! واستهجان بلاغ المغرب بشأن ما يجري في هذا البلد الإفريقي هو أحق وأجدر بالتعليق من الانتصار للمصحف الشريف! إنها الانتهازية السياسية والنفاق الديني في أبشع تجلياتهما وأقصى حمولاتهما. فحسن بناجح الذي يفضل النميمة والغيبة في السر والنجوى عندما انفجرت فضيحة قناة ريفيزيون، كما آثر الجمود السيبراني لعدة أيام بمعية سدنة الجماعة، ها هو يخرج اليوم شاردا ليعطينا الدروس في الديموقراطية والتداول على السلطة في الغابون، التي يعيب عليها استفراد شخصين بالحكم لسنوات في هذا البلد الاستوائي الإفريقي. لكن المفارقة الغريبة أن براح جماعة العدل والإحسان وناطقها الفايسبوكي نسي أو ربما تناسى بشكل مقصود أن يقول لنا كم من مرشد أو أمين عام تداولوا على قبة جماعته التي يخلدون اليوم ذكراها الأربعين، وكأنهم يؤبنونها في أربعينية الحداد. فقبل الحديث عن انتقال السلطة في الغابون كان من الأولى، ومن باب المنطق أيضا، الحديث عن مدى احترام جماعة العدل والإحسان للتداول على المشيخة وتوريث الخرافات في مفاصلها. فعلى امتداد أربعين سنة لم نسمع عن شورى الاختبار، ولم نعاين وجوها جديدة في منصب الإرشادية ولا الأمانة العامة من بعدها. فقط هو الموت من جدد قسريا هرم الجماعة، ونقل معه الخرافات من مشعل عبد السلام ياسين إلى لحية محمد عبادي. فأين هي هذه الديموقراطية التي يعطي فيها حسن بناجح الدروس الفايسبوكية اليوم؟ وأين هو الانتقال السليم والسلمي للمسؤولية الذي يعيبه اليوم براح الجماعة على الدول الأجنبية، وهو غير قادر على تطبيقه حتى داخل جماعة مغلقة؟ فمن يعيش في كنف الظلام، مثل حسن بناجح، لا يمكنه الحديث عن الضوء، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن لا يستطيع الانتصار لكتاب الله، ويجلس عاجزا عن اتخاذ موقف حازم من قناة ريفيزيون التي نشرت حوار سلوان موميكا، لا يمكنه أن يتجاسر على الحديث عن الشؤون الدبلوماسية للمغرب. لأن الرعديد الجبان في قضايا الدين لا يمكنه أن يكون صنديدا في قضايا أخرى.