أين اختفى حسن بناجح؟ ولماذا لم يُسارع لنصرة كتاب الله والدفاع عن الإسلام والمسلمين ولو بأضعف الإيمان، أو حتى بتدوينة أو تغريدة شاردة يَزدري فيها قناة "ريفيزيون"، التي استضافت اللاجئ العراقي سلوان موميكا، الذي أضرم النار عمدا في نسخ من المصحف الشريف. فرغم مرور عدة أيام على فضيحة نشر قناة ريفيزيون لحوار صحافي مع سلوان موميكا، المهووس بتدنيس القرآن الكريم، لم تَصدر أية ردة فعل عن حسن بناجح، سواء بالازدراء والاستهجان أو بالتزكية والمباركة لهذا الفعل الدنيء! وكأن إضرام النار حرقا في المصحف الشريف واستضافة الجاني في قناة رقمية مغربية هي بمثابة "لا حدث" عند بَرَّاح جماعة العدل والإحسان وبوق دعايتها. بل رغم كل الاستفزاز والحنق والغضب الذي تَسبَّبت فيه قناة ريفيزيون باستضافتها لسلوان موميكا، وفسح المجال له لتمرير خطابه المفعم بالكراهية للإسلام والمسلمين، إلا أن حسن بناجح فضَّل كظم الغيظ والصيام عن الكلام والتدوين، وكأن لسان حاله يقول "للقرآن رب يَحفظه، ولا داعي لإغراق جماعة العدل والإحسان في وحل السويد والشقاق مع الطابور الخامس". فحسن بناجح الذي كان أخف من ارتداد ظله عند ساعات الهجير، في قضايا محمد زيان وتوفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وفي ملف التطبيع، وجد نفسه فجأة أثقل وأبطأ من سلحفاة تَمشي في ربع طالع، بل صار أجبن وأرعن من أي مُلحد رعديد يَتطاول بالصمت على حرمة القرآن الكريم. فأين هي حماسة حسن بناجح التي كانت تنبلج من تدويناته التي يَضج بها الفايسبوك ؟ وأين هي غيرته الظاهرة على حرمة الدين والمصحف الكريم؟ أم أن "زنطيط" محمد زيان هو أولى من الدفاع والتضامن من قداسة القرآن الكريم؟ وأن الانتصار لأموال المعطي منجب المغسولة في وسخ الدنيا هو أولى، في الترتيب والأسبقية، من الدفاع عن محكم الفرقان الحكيم؟ لقد آثر حسن بناجح العمل بتوصية "كم حاجة قضيناها بتركها". وفعلا فقد تَرك القرآن الكريم يُدنس ويُداس بالأقدام، وتَرك معه سلوان موميكا يَصول ويَجول في السويد وفي قناة ريفيزيون المحسوبة للأسف على المغاربة، كما تَرك كذلك المجال سانحا لمن يُريد أن يَتطاول مستقبلا على الإسلام والمسلمين، مادام أن استضافة شخص مثل سلوان موميكا لم تُحرك شيئا داخل جماعة العدل والإحسان، وكأنها بصمتها هذا توافق على هذا الفعل العدائي الآثم! ألم يَقل الإمام الغزالي أن "السكوت في معرض الحاجة إلى بيان فهو بيان"؟ و"بيان" جماعة العدل والإحسان في قضية سلوان موميكا تَكلَّف به حسن بناجح، الذي اعتاد تصريف رسائل الجماعة وتمرير مواقفها السياسية والعقائدية! فالرجل دخل في حالة موت سريري، وحالة غيبوبة فكرية، واعتكاف فايسبوكي! وكأن استضافة من دنَّس القرآن وحرق نسخه لا تَحتاج إلى تعقيب ولا حتى إلى توضيح من جماعة تَلتحف عباءة الدين! ولكن هل تعرفون لماذا خفت نزق حسن بناجح في الفايسبوك؟ ولماذا أخرس جوارحه وسكت عن الكلام المباح؟ ولماذا لم يُهاجم قناة ريفيزيون بنفس الحدة التي تطبع عادة تدويناته في مختلف القضايا العامة؟ بكل بساطة لأن حسن بناجح لا يستطيع أن يهاجم نفسه وجماعته الممثلة داخل قناة ريفيزيون!! فقناة ريفيزيون التي ارتكبت هذه الخطيئة العظمى، عندما استضافت سلوان موميكا، تَتعاقد مع جماعة العدل والإحسان وتَرتبط معها عضويا، بل تَتوفر فيها على "ضابط اتصال" أو "نقطة ارتكاز" اسمها عمر إحرشان! فهذا القيادي في جماعة العدل والإحسان هو عضو ثابت في برنامج "المغرب في أسبوع" الذي تَبثه قناة ريفيزيون، وبالتالي فمهاجمة القناة قد تُعتبر بمثابة هجوم على عمر إحرشان وعلى الجماعة بشيوخها ومريديها. فهذا هو السبب الذي جعل حسن بناجح يَعض على لسانه بالنواجد، ويَبلع لسانه خلف البلعم والحلقوم. فالرجل هو مجرد تابع برتبة "براح"، لا يصيح ولا ينطق إلا بما أوعز به شيوخ الجماعة. والشيوخ منهمكون هذه الأيام في لملمة شظايا الفضيحة التي تسببت فيها قناتهم المملوكة على الشياع في اليوتيوب، باستضافتها للاجئ العراقي سلوان موميكا. وقد يَطول صمت حسن بناجح وتَطول معه مدة اعتكافه الفايسبوكي، مادام أن جماعة العدل والإحسان لازالت غارقة في براثن السياسة والغيبيَّات والخرافات، ومادام لم يخرج من بين رهطها رجل رشيد يقول لحسن بناجح نفس ما قاله سيدنا إبراهيم لأبيه "إني أراك وقومك في ضلال مبين".