خصص برنامج "نخرجو ليها ديريكت"، الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز الرماني، ويذاع مباشرة على إذاعة "برلمان راديو" ويبث على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، حيزا هاما من حلقة اليوم السبت، لمناقشة موضوع اعتداء رئيس جمعية رياضية على أطفال قاصرين ضمن مخيم صيفي بنواحي مدينة الجديدة. واستضاف البرنامج الذي يعالج قضايا الوطن برؤية مختلفة، بشكل حضوري المحامية بهيئة الدارالبيضاء كريمة سلامة، وعن بعد الحقوقي والمحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش. بشأن هذا الموضوع، قالت كريمة سلامة، إن واقعة "بيدوفيل الجديدة" لها عوامل وأسباب كثيرة، مسجلة غياب الردع على مستوى العقاب الجنائي على مرتكبي جرائم الاعتداءات الجنسية، في ظل إصدار أحكام قضائية مخففة واستفادة بعض الجناة من ظروف التخفيف. ونبهت المتحدثة، إلى أن فصول القانون الجنائي تعاقب على جريمة هتك العرض بعقوبة من سنتين إلى خمس سنوات في حالة عدم وجود العنف، متساءلة: "كيف يمكن الحديث عن مدى وجود رضا الضحية لدى طفل قاصر ؟". وأكدت المتحدثة، أن حالة المشتبه به في هذه الجريمة تنطبق عليه أحكام جريمة الاتجار في البشر، خصوصا وأنه استغل عددا من الأفراد من أسرة واحدة، وأطفال آخرين، لذلك فإن أركان هذه الجريمة قائمة في هذا الملف. وأفادت المتحدثة، أن الهشاشة الاجتماعية التي تعيشها الأسر المغربية، بدورها تبقى من بين العوامل المؤثرة في ارتكاب مثل هذه الجرائم، محملة الجمعيات المدنية جانب من المسؤولية. ومن جانبه، أشار الإعلامي عبد العزيز الرماني، إلى غياب الوزارة الوصية على القطاع عن هذا النقاش المثار حول هذه القضية، مؤكدا على ضرورة تحرك الوزارة المشرفة على تنظيم المخيمات الصيفية. واعتبر الرماني، أن هذه الواقعة ستكون لها آثار نفسية وخيمة على نفسية الطفل الضحية مستقبلا، مبرزا أهمية وسائل الإعلام في التوجيه وإثارة هذه القضايا. من جانبه، قال المحامي بهيئة الرباط عبد الفتاح زهراش، إن "الجريمة البشعة بمدينة الجديدة، لم تكن اغتصابا للأطفال وحدهم، بل هي جريمة اغتصاب للمنظومة القانونية والقضائية والأخلاقية والتربوية" . وأكد زهراش، في مدخلته ضمن حلقة اليوم من البرنامج، أن ما صدر من طرف "بيدوفيل الجديدة" يمس المجتمع والأسرة، معتبرا أن عقاب الجاني "غير كاف، لأن مثل هذه الأفعال متواترة في المجتمع". وتساءل المتحدث: "القضاء مقيد بالقانون، وهذا الأخير لم يرق إلى القاعدة الدستورية، وبناء على ذلك، فإن هذا الفعل يسائل التشريع الجنائي لحماية حقوق الأطفال والأسرة"، لذلك "حان الوقت من أجل تدخل تشريعي لإصدار قوانين رادعة، فيما على القضاء تحمل مسؤوليته في تسريع المحاكمة مع احترام شروط المحاكمة العادلة". وشدد زهراش، على أن واقعة "بيدوفيل الجديدة" تسائل القيم داخل المجتمع والتربية الجنسية والمنظومة الأسرية والتربوية، مضيفا: "لا يمكن إلقاء اللوم على الدولة والجمعيات وحدها، بل إن الأسرة والمواطنين جميعا يتحملون المسؤولية". ويمكن متابعة حلقة اليوم السبت من برنامج "نخرجو ليها ديريكت" كاملة، على القناة الخاصة بإذاعة "برلمان راديو"، عبر الرابط التالي: