ادعت يتيمة محمد زيان (لبنى الفلاح) بأن هذا الأخير هو (فكرة) تسكن أفئدة المغاربة! ونحن نقول معها إنه فعلا فكرة، لكنها فكرة مهلوسة وبارانويا لا تخامر إلا مرضى العقل ومرضى العقيدة ، ممن يتجسمون الربوبية في غير الله سبحانه وتعالى. فقد اجتهدت صاحبة هذه "الفكرة النشاز" في إسدال الخلود على مشغلها السابق، وصنعت من خيالها "هامان" جديد، ونحتت بلسان يفتري على المغاربة "هبل" بلمحة موسومة بالراهنية، مدعية بأن محمد زيان هو "زلفى وقربان" المغاربة على مذبح الخلاص. وكان حريا بصاحبة هذا الإيمان "الزياني" أن تشذب صنم مشغلها، وتولي وجهها شطر محرابه في سجن العرجات 1، وأن تردد ترانيم "الزنطيط والأرداف"، التي ابتدعها في مرافعاته، وأن تبتهل إليه وحدها في الغدو والآصال، وتترك المغاربة يدينون بدينهم التوحيدي بعيدا عن الأصنام والكهلة الهاربين من الأجداث. فإذا كانت يتيمة محمد زيان تتجسم فيه "الفكرة والخلود "، فإنه على النقيض من ذلك، يرى فيه النزر القليل من المغاربة ممن يعرفونه، أو على الأقل ممن يتذكرونه، بأنه سياسي فاشل، حاول تأميم حزب سياسي باسمه، وسرق أموال الدعم العمومي الذي صرفت لهذا الحزب في العديد من الانتخابات المتعاقبة! ولمن يشكك في ذلك، ما عليه سوى الاطلاع على تقارير هيئات الرقابة على المال العام ومحاضر الاختلاس المعروضة حاليا على القضاء. ويحفظ المغاربة لمحمد زيان، أيضا، ذكرى معيبة مؤداها أنه المحامي الأول والوحيد الذي ابتدع "دفاع النكاح"، حيث قايض موكلاته على الجنس مقابل النيابة عنهن أو مؤازرتهن أمام القضاء! ولمن يستغرب ذلك، ما عليه سوى الاطلاع على تصريحات نجلاء الفيصلي ضحية محمد زيان في قضية التحرش الجنسي. كما اقترن كذلك محمد زيان "كفكرة هجينة" عند من يعرفه من المغاربة، ممن يقطنون العالم الأزرق، بأنه ذلكم الشخص الانتهازي الذي خرج من أكمة ادريس البصري وأحمد رضى أكديرة، وأنه الشخص الذي ساهم في "تغريق" المناضل النقابي الشهير نوبير الأموي رحمة الله عليه. وسيذكر كذلك المغاربة، ممن يعرفون أصلا محمد زيان، بأنه الرجل الحربائي الذي كان يستبدل جلده مثل الثعبان حسب قربه وبعده من دائرة صنع القرار! فالرجل كلما اقترب أثنى وكلما أبعد أزبد وأرعد. وسيتذكر هؤلاء بأن محمد زيان هو الذي اجتمعت فيه كل التناقضات، فالرجل امتهن المحاماة، لكن ذلك لم يمنعه من السطو على مكتب مجاور له، كان يشغله مغربي يهودي بمجرد سفر هذا الأخير نحو إسرائيل. كما أن الذاكرة الجماعية للمغاربة سوف تحفظ، في سجل الخبث والخيانة والجفاء للوطن، أن محمد زيان كان هو محرك وموجه الرهوط التسعة، أو كما يعرف بالعامية ب "تسعة رهطين" الذين يعادون الوطن بعدما ارتموا في براثن الخيانة وفي مستنقع الغدر ! فمحمد زيان هو الذي كان يحرض الشرطية المعزولة وهيبة خرشش (1) على استهداف المغرب ومؤسسته الأمنية، وهو الذي أجج خيانة الرهط عدنان فيلالي وزوجته دنيا مستسلم (2و3)، وهو كذلك من وجد في لحية الإرهابي محمد حاجب (4) "الحلفة" القابلة للاشتعال في تلابيب الوطن. ومحمد زيان، كذلك، هو من كان ينسق مع علي لمرابط (5) خطة تدبير هجمات "رهوط الخيانة"، وهو من اكترى كذلك خدمات محمد رضى، أو مناضل الظل (6)، لتحرير الخطابات العدمية التي كانت ترددها وهيبة خرشش في هجماتها المدفوعة من الخارج. كما أن محمد زيان هو من كان ينسج الإشاعات والأخبار الزائفة حول صحة الملك وعلى استقرار المملكة، ويقدمها على طبق من ذهب للصحفيين الاسبانيين عبد الحق سامبريو ايناسيو (7) وفرانسيسكو كاريون (8)، وهو كذلك من نهل من معين هلوساته النصاب والمحتال زكرياء مومني (9) في كل مرة كان يهاجم فيها المغرب. إنها حقيقة الرهوط التسعة التي بلغت مبلغ "الإيمان الزياني" في عقيدة لبنى الفلاح! والتي للأسف انتقلت من مرحلة العبودية الفردانية إلى مرحلة الدعوة لتعميم "صنم" زيان على عموم المغاربة.