في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي من وضع اقتصادي واجتماعي صعب بسبب ارتفاع نسبة التضخم وتأثيرها على أسعار المواد الغذائية الأساسية، وما تتطلبه مناسبة عيد الأضحى التي نحن على أبوابها من مصاريف، اختار الحزب الذي يقود الحكومة الحالية الدخول في مناوشات وتراشقات مع الحزب الذي قاد الحكومة خلال العشر سنوات الماضية. ودخلت قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار الذي كان يشارك مع حزب العدالة والتنمية في الحكومتين السابقتين، في ملاسنات وتراشقات مع قيادة "البيجيدي" على خلفية تصريحات وصفت بالاستفزازية من الأمين العام للحزب الإسلامي عبد الإله بنكيران وصف فيها التجمع الوطني للأحرار بأنه حزب إداري. وردت قيادة التجمع الوطني بعنف على تصريحات بنكيران خلال المنتدى الجهوي للمنتخبين التجمعيين بجهة الرباطالقنيطرة والذي نظم نهاية الأسبوع الماضي، حيث اتهمت قيادة التجمع العدالة والتنمية بالولاء للخارج، والتسبب في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المغرب. وحول اختيار الحزبين الدخول في معركة وحرب كلامية وتبادل للاتهامات رغم أنهما كان حليفين في الولايتين الحكوميتين السابقتين، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الحسين كنون، إن هذه التلاسنات وهذا المستوى من الحرب الكلامية يخالف الأعراف والأدبيات التي بني عليها العمل السياسي، هو عمل نبيل يهدف إلى تأطير المواطنات والمواطنين. وأضاف كنون في اتصال مع "برلمان.كوم"، أن الحزبين قد تخليا على اللباقة السياسية ودورهما في تأطير المواطن وخدمته، وانخرطا في حرب كلامية لن تنفع البلاد والعباد في شيء. وتابع المتحدث ذاته، أن حزب العدالة والتنمية فشل قي تدبير مرحلته الحكومية، وأخلف الوعود التي قطعها للمواطن المغربي. ويرى الحسين كنون أن العدالة والتنمية مطالب بتبني معارضة بناءة، فيما حزب التجمع الوطني للأحرار مطالب بالتركيز على عمل الحكومة والاستجابة لتطلعات المواطن المغربي، عوض الدخول في تراشقات لا طائلة منها. جدير بالذكر أن جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب التي عقدت يوم أمس الاثنين شهدت آخر حلقات مسلسل المواجهة بين الحزبين، حيث تبادل خلالها نواب الحزبين اتهامات بالفساد الأخلاقي والسياسي.