منيت الجارة الجزائر بهزيمة سياسية قاسية في مواجهة المغرب، والمناسبة هي اجتماع المجموعة العربية الأفريقية في إطار الدورة 11 لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في العاصمة العراقيةبغداد من 20 إلى 25 يناير الجاري. وعن تفاصيل هذه الهزيمة صرح سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لموقع “برلمان.كوم“ ، أنه كان مطلوبا من المجموعة العربية الأفريقية يوم السبت الماضي أن تختار مرشحين اثنين لكل من اللجنة التنفيذية للاتحاد ولجانه الدائمة الأربع، حيث يمثل المغرب والجزائر هذه المجموعة في اللجنة التنفيذية منذ سنوات، وبعد إصرار الوفد السوداني على الترشح لعضوية هذه اللجنة وحرصا على التوافق وتجنب التصويت، يقول العمراني، كان لزاما على الطرفين المغربي والجزائري أن يتنازلا خصوصا بعد تعبير بلد آخر عن رغبته في الترشح لعضوية اللجنة المذكورة. وأوضح العمراني أنه قام هو شخصيا بالاتصال بالوفد الجزائري وطلب منه “أن نتنازل معا (المغرب والجزائر) عن عضوية اللجنة التنفيذية، أو على الأقل عن عضوية كل واحد منا في اللجنتين الدائمتين اللتين ننتمي إليهما تيسيرا للتوافق ولإنجاح هدف الاجتماع، غير أن تعنت الوفد الجزائري برفض كل مقترحاتنا وتمسكه بعضوية اللجنة التنفيذية وكذا تمسك الطرف السوداني بالترشيح لها، كل ذلك أوصل المجموعة العربية الأفريقية للباب المسدود مما أربك عمليا أشغال المجموعة وكاد أن يعصف بها، بل أنذر بصعوبات ليست في صالح المؤتمر وصورته التي يرجوها خصوصا مضيفوه”. وأضاف العمراني ” وهنا تدخل الوفد المغربي ليعبر عن تقديره للمصلحة العليا للمؤتمر ولو على حساب المصلحة الوطنية وهي معتبرة ويعلن بالتالي تنازله عن عضوية اللجنة التنفيذية، وهو ما لقي تصفيق وترحيب القاعة، وأصاب الطرف الجزائري بالحرج إلى درجة الخزي وجعله يصغر في عيون من لم تصغر في أعينهم بعد”. وأكد سليمان العمراني أن إ هذا الموقف الإيجابي الذي وقفه الوفد المغربي ” جعل المكاسب تأتي تباعا، فقد آلت إليه عضوية اللجنة السياسية مباشرة، ثم عضوية اللجنة الاقتصادية”. عضوية اللجنة الاقتصادية أيضا شكلت فصلا آخر من فصول المواجهة مع الوفد الجزائري ” حيث ترشحنا لهما معا وتمسك الطرف المغربي بترشيحه وأمام تعنت الوفد الجزائري لم يكن بد من اللجوء للتصويت، وبدا في القاعة التعاطف والتقدير الكبيرين للموقف المغربي والتوجه نحو التصويت لفائدته ضد الجزائر، ولما أيقن وفد هذه الأخيرة بخسارته بعد انطلاق عملية التصويت تدخل هذا الأخير ليعلن سحب ترشيحه لفائدة الطرف المغربي، وقد كان تنازلا مضحكا لأنه لم يصدر عن قناعة بل التجأ إليه اضطرارا” يوضح العمراني. الأمور لم تقف عند هذا الحد، فبعد هزيمة الوفد الجزائري أمام الوفد المغربي تلحقه هزيمة أخرى أمام الوفد الموريتاني، حيث ترشح الوفدان لعضوية لجنة حقوق الإنسان والمرأة والأسرة، وأمام إصرار الجزائريين على عدم التنازل اضطر المؤتمرون للتصويت الذي آلت نتيجته للطرف الموريتاني. وهكذا توالت الخسائر السياسية على الجزائر ، في مقابل تحقيق المغرب انتصارات كبرى، اذ رجع المغرب من العراق ، في المحصلة النهائية، بلجنين دائمتين فضلا عن لجنة فلسطين، حيث انتخب لعضوية هذه اللجنة النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية سليمان العمراني، وانتخب لعضوية اللجنة السياسية المستشار عبد الإله الحلوطي، نائب رئيس مجلس المستشارين، كما انتخب النائب البرلماني عن حزب الاستقلال عبد الله البقالي، لعضوية اللجنة الاقتصادية.