سيقرب موقع "برلمان.كوم" خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أشهر الأحداث التي وقعت في العالم، وبقيت راسخة في الأذهان، على مر العصور، من خلال سلسلة تحمل اسم "أحداث عالمية هزت العالم". وسنتطرق خلال السلسلة الرمضانية، التي ستكون كل سبت وأربعاء، للحروب العالمية والكوارث، وانقلابات على رؤساء وملوك، وأزمات اقتصادية واجتماعية. وتتطرق الحلقة الثانية من سلسلة "أحداث عالمية هزت العالم"، لتاريخ حادث تشرنوبيل، وهي أكبر كارثة نووية شهدها العالم، إذ خلفت آلاف القتلى، بينما صُنفت كأسوأ حادث للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي في تاريخ البشرية. وقد وقع الحادث في 26 أبريل 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، بعدما انفجرت إحدى المفاعلات الأربعة لمدينة تشرنوبيل، التي كانت آنذاك تابعة للاتحاد السوفياتي. عدد غير دقيق لضحايا حادث تشرنوبيل أدى الانفجار مباشرة إلى مقتل 36 شخصا وأزيد من 2000 مصاب، بينهم رجال إطفاء بعد تعرضهم للإشعاع، وتسبب الحادث، لاحقا، في مقتل العشرات، بينما لا يزال عدد الضحايا غير دقيق. وقالت الأممالمتحدة، إن عدد القتلى تجاوز أربعة آلاف، بينما أكدت منظمات حقوقية أخرى، أن العدد الإجمالي يتراوح بين 10 آلاف و90 ألف شخص. السبب الرئيسي لكارثة تشرنوبيل حدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء، إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال. وحسب المراجع التاريخية، فقد تسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسياالبيضاءوروسيا. منطقة منكوبة عقب حدوث كارثة تشرنوبل أعلنت السلطات الأوكرانية المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ثلاثون كيلومترا من مكان المفاعل، وأجلت أكثر من مائة ألف شخص من مساكنهم هناك. تداعيات الكارثة خلفت كارثة تشيرنوبيل العديد من الآثار الصحية والبيئية التي تركت أثراً واضحاً على المنطقة المحيطة بالمفاعل، بالإضافة إلى تداعيات إشعاعية، حيث كان معظم الإشعاع المنتشر من المفاعل عبارة عن اليود والسيزيوم. آثار بيئية في المنطقة بعد تسرب الإشعاع في وقت قصير تم قطع العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية. وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية "الغابة الحمراء" وذلك لأنّ لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع. في نهاية المطاف تم جرف ودفن الأشجار ضمن خنادق.