في وقت عجزت فيه معارضة المؤسسات وجل وسائل الإعلام الخاصة المعروفة في الساحة الإعلامية عن انتقاد عزيز أخنوش وحكومته، رغم ما فعلته ولازالت تفعله بالمغاربة منذ توليها المسؤولية بعد انتخابات 8 شتنبر 2021، ظهر مغني الراب، الشاب عمر سهيلي، المعروف باسم "ديزي دروزس" لينوب عن الأحزاب وبعض الصحف التي فضلت الارتماء في حضن أخنوش، في آخر أغنية له وهو يهاجم رئيس الحكومة وحزبه، موجها رسالة لهذا الأخير تفاعل معها المغاربة، كونها تعبّر عن آرائهم ومواقفهم من الحكومة وسياساتها في مجموعة من القطاعات. وجسد ديزي دروس دور رئيس الحكومة ورئيس حزب الحمامة، عزيز أخنوش وهو واقف أمام وسائل الإعلام العاجزة عن طرح أسئلة جريئة عليه، وأمامه منبر يحمل شعار عصفور بلون حمامة حزب الأحرار، مع عبارة "AGRNI"، في إشارة إلى اختصار حزب التجمع الوطني للأحرار بالفرنسية "RNI"، وفي لحظة يجيب بطريقة متعالية وسلطوية على صحافي سأله "كيفاش غاتربي المغاربة ونت مكاتعرف حتى كيفاش تهظر"... ولعلّ ما جعل رسالة ديزي دروس واضحة في كليب الأغنية، لأخنوش الذي وجه له الانتقاد بطريقة حضارية أعادت لفن الراب الذي اختزله الكثيرون في السب والقذف والشتم، هيبته، هو استحضاره لهذه العبارة الشهيرة التي تلفظ بها أخنوش أمام وسائل الإعلام، حينما كان وزيرا للفلاحة في حكومة سعد الدين العثماني، عندما توعد المغاربة بإعادة تربيتهم. وجسد فنان الراب ديزي دروس في كليب أغنيته مجموعة من المشاهد والأحداث التي تابعناها ونتابعها بشكل مستمر في الإعلام، حيث ظهر في الفيديو مشهد يوضح التجادبات والنقاشات الفارغة التي تجري على بلاطوات البرامج الحوارية في بعض القنوات، بين تيارين مختلفين، إسلامي محافظ وأمازيغي حداثي، مستدلا ببرنامج الاتجاه المعاكس الذي يبث على قناة الجزيرة القطرية، لمقدمه الذي سماه ديزي فيصل القاصف. وخلال هذه الأغنية، جسد كذلك ديزي دروس مشهد الصحافي العراقي منتظر الزايدي، الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه خلال ندوة صحفية، الشيء الذي تسبب في اعتقاله وتعنيفه والزج به في السجن. كما جسد كذلك مجموعة من المشاهد التي أراد أن يوصل من خلالها رسائل لبعض الفنانين الذين استفادوا كذلك من ريع أخنوش وفضلوا الصمت تجاه ما يقع في البلاد، ورسائل أخرى للطبقة السياسية المنبطحة التي فضلت الركون للخلف وترك أخنوش وحكومته تفعل ما تشاء بالمغاربة. وقد تفاعل المغاربة مع هذه الأغنية بشكل كبير، حيث حصدت أزيد من مليونين و 700 ألف مشاهدة على منصة اليوتيوب بعد أقل من 24 ساعة على نشرها، حيث شكروا ديزي دروس الذي استطاع أن يقول لأخنوش من خلال هذه الأغنية ما عجزت عن قوله الأحزاب المعارضة وجل وسائل الإعلام التي استطاع أن يخترقها بإشهاراته ودعمه وأمواله.