بلا شك سنجد داخل كل بيت راية المغرب صغيرة، مُثبتة قرب التلفاز. سنجد في ذاكرة كل هاتف محمول صورة مُركبة لأسود الأطلس خلفهم العلم الوطني، صورة المدرب الركراكي يحملهُ اللاعبون على أكتافهم. سنجد المشاهير، الأمراء، ملوك الدول يهنئون المغرب بالفوز على صفحاتهم الخاصة. سنجد داخل كل مقهى نقاشات كثيرة مفتوحة حول الآداء البطولي للنخبة الوطنية، التنبؤات حول المباراة القادمة. مباشرة بعد انتهاء مقابلة المنتخب المغربي أمام نظيره الاسباني، انطلقت الاحتفالات وسُجلت أكبر عملية عناق جماعي داخل المقاهي. خلف الشاشات العملاقة بالهواء الطلق. داخل المؤسسات والشركات والمصانع التي وفرت لمستخدميها فضاءات لمشاهدة المباراة. خرج الجميع للاحتفال في الشوارع الكبرى. اجتمع سكان القرى الصغيرة وسط ساحاتها يهتفون ويغنون. الكل يهنئ الكل. الكل يصرخ، يهتف، يغني النشيد الوطني. منبهات السيارات تعالت وسط المدارات الكبرى للمدن وصار كل السائقين متسامحين في حق الأسبقية. ابتسامات كثيرة رُسمت على محيا البسطاء والمقهورين. تأثير الفوز رفع منسوب الفرح الجماعي الذي يعاني من انخفاض حاد. رفع من منسوب الوطنية. تأثير الفوز ساهم في إحياء أشياء جميلة اعتقدنا أنها ماتت بداخلنا. حتما نحتاج إلى هذا مثل هذا الانتصار في القيم. نحتاج إلى تشكيلة شبيهة بتشكيلة الركراكي في السياسة والاقتصاد وكل ما هو اجتماعي. نحتاج إلى انتصارات متتالية ينتصر فيها المواطن والوطن.