أشاد الملك محمد السادس، اليوم الإثنين، بجودة الشراكة بين منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والمغرب. وجاء ذلك خلال مباحثات أجراها الملك مع المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، التي تقدمت للسلام على الملك، على هامش تدشينه للمحطة الطرقية الجديدة للرباط. وفي هذا الإطار، ذكر الملك محمد السادس بالتعاون المتميز القائم بين المنظمة الأممية والمملكة من أجل المحافظة على التراث الثقافي غير المادي وصون الثقافة والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى آخر، معربا بشكل خاص، عن شكره للمديرة العامة لليونسكو على جميع الجهود التي تبذلها من أجل الحماية والمحافظة على التراث الثقافي للأمم، والذي يكون عرضة للاستيلاء من طرف بلدان أخرى، أو التقليد من قبل ثقافات أخرى. ومن جانبها أشادت أزولاي، التي تعتز بالمغرب، بلدها الأصلي، بالتزام الملك لفائدة النهوض بالتراث غير المادي وحمايته بالمغرب، وبالطابع المحوري والاستراتيجي للعلاقات التي تجمع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة والمغرب، مشيرة بهذا الخصوص إلى مصادقة المغرب على جميع اتفاقيات اليونسكو المرتبطة بالتراث. وعلاقة بذات الموضوع، أعلن الملك محمد السادس صباح اليوم الإثنين، عن إحداث مركز وطني للتراث الثقافي غير المادي مهمته تثمين المكتسبات المحققة في هذا المجال. وأكد الملك ضمن رسالة سامية، وجهها إلى المشاركين في الدورة ال17 للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، المنظمة بالعاصمة الرباط بين 28 نونبر الجاري و3 دجنبر المقبل، أن هذا المركز سيقوم بمواصلة عمليات الجرد المنهجي للتراث الوطني في مختلف مناطق المملكة. وأفاد الملك، وفقا لنص الرسالة نفسها، أن هذا المركز سيضم قاعدة بيانات وطنية خاصة بذلك، وسيعمل على تنظيم تكوينات علمية وأكاديمية لتقوية قدرات الممارسين لتنفيذ تدابير الصون، وتربية الناشئة والتعريف بأهمية التراث الثقافي، بالإضافة إلى تتبع نجاعة الآليات المعتمدة للحفاظ على العناصر المغربية المدرجة على قوائم التراث العالمي، وكذا إعداد ملفات الترشيحات الخاصة ببلدنا.