انطلقت اليوم الأحد، فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين، في دورته الخريفية، تحت رعاية الملك محمد السادس، بمدينة أصيلة. وفي كلمة الافتتاح، أكد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن برامج موسم أصيلة، سواء في الماضي أو الحاضر، تستحضر قضايا الراهن العام، إفريقيا وعربيا ودوليا، بتجلياتها وتداعياتها الثقافية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية. واعتبر الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب الأسبق، أن موضوع الندوة الأولى حول "الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا" يسعى إلى معالجة ظاهرة الحركات الانفصالية في إفريقيا من منظور الأزمات الأمنية، وسياسات واستراتيجيات المنظمات الإقليمية في مواجهتها، مبرزا أن التحديات الأمنية لا تعترف بالحدود. وأوضح بن عيسى، أن التحديات الأمنية تفاقمت في مختلف مناطق القارة الإفريقية، وارتكزت في الساحل الإفريقي وشرق إفريقيا، وامتدت إلى المجال الرابط بين الإقليمين في وسط إفريقيا ومنطقة البحيرات الكبرى، وصولا إلى منطقة غرب إفريقيا، خاصةً منطقة الساحل. وأضاف بن عيسى أن لهذه التحديات الأمنية "ثلاثة مظاهر بارزة؛ أولها حروب الإرهاب والراديكاليات العنيفة، التي تتمثل في نشاط الجماعات المتشددة المقاتلة، مثل (بوكو حرام) والتنظيمات الموالية للقاعدة وداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، وثانيها الحروب الأهلية والفتن الداخلية، التي ساهمت في تكسير وحدة وتماسك العديد من البلدان الإفريقية، بما فيها الدول ذات الكثافة السكانية والموقع الاستراتيجي المهم؛ وثالثها تعثر تجارب الانتقال السياسي وعودة الجيش إلى السلطة في العديد من البلدان في سياق أزمات مجتمعية معقدة". وأوضح بن عيسى، أن هذه التحديات طُرحت بقوة على الأنظمة الإقليمية والفرعية الإفريقية، سواء تعلق الأمر بالاتحاد الإفريقي وتفريعاته المؤسسية، أو بالمنظمات الجهوية العديدة المستقلة، التي شكلتها الحكومات الإفريقية في فضاءاتها الإقليمية. واعتبر ذات المتحدث، أن التأثير الحاسم لهذه التحديات "يتمثل في تفاقم خطر الحركات الانفصالية، الذي أصبح يهدد وحدة واستقرار الكيانات الوطنية في العديد من الدول الإفريقية، في مرحلة ظهر فيها عجز المنظمات الإقليمية القارية عن التعامل مع هذه التحديات الخطيرة". ويتضمن برنامج الدورة 36 لجامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة في إطار الموسم الثقافي الدولي، تنظيم 7 ندوات، بمشاركة عربية وإفريقية ودولية، بحوالي 400 من صفوة الباحثين، والمفكرين والشعراء والإعلاميين. كما سيشهد برنامج الفعاليات الأدبية والفنية مشاركات من المغرب والخارج؛ ويستضيف الموسم فعاليات ثقافية وفنية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وجماعة أصيلة.