اعتادت دول العالم وبخاصة دول أمريكا وأوروبا إحياء احتفالات رأس السنة الميلادية بفعاليات جماهيرية تشارك فيها أطياف المجتمع عامة، مصحوبة بعروض وألعاب نارية مع دخول اليوم الأول من العام، إلا أن احتفالات هذه السنة ستكون خجولة بمناسبة التهديد الإرهابي . فقد ألغت عدة عواصم ومدن عالمية أو حجّمت احتفالاتها لهذا العام، على خلفية مخاوف من وقوع تفجيرات وأعمال إرهابية ، وهو ما شكل سابقة في تاريخ الاحتفال برأس السنة في العالم. وانتاب الخوف دول العالم وأوروبا خاصة، بعد الهجمات التي وقعت في باريس في 13 نونبر الماضي، في سلسلة هجمات دموية؛ أبرزها بالقرب من ملعب فرنسا في سان دوني في ضواحي باريس، وفي وقت لاحق وقع انفجاران آخران أمام بوابات الملعب، وأُغلقت كل مداخل الملعب. أسفرت تلك التفجيرات في ستة مواقع مختلفة، عن مقتل 130 شخصاً على الأقل وإصابة قرابة 352، أعلنت على إثرها حالة الطوارئ. في حين اعتبرت هذه الهجمات الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأكثر دموية في الاتحاد الأوروبي منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004. تأتي المخاوف من حدوث هجمات مشابهة برأس السنة، استناداً إلى نوعية هجمات باريس في استهداف الحشود والتجمعات، كالملاعب، وهو ما دفع عواصم أوروبية عدة مرات لإلغاء عدة لقاءات رياضية بسبب مخاوف من وجود نوايا أعمال إرهابية. – أوروبا أكثر قلقاً ستكون الاحتفالات في أوروبا على الأرجح، الأكثر تأثراً بالأوضاع المهددة، فقد أثر جوارها للعاصمة الفرنسية إلى انتشار المخاوف بشكل لافت. فقد قررت بلدية بروكسل إلغاء الاحتفالات، ووضعت قوات الأمن في بلدان عدة في حالة تأهب . وقال رئيس بلدية بروكسل إيفان مايور “يجب ألا نجازف”، وذلك عند إعلانه إلغاء الألعاب النارية المقررة في وسط المدينة بعد اعتقالات جديدة في بلجيكا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. كما ستحرم باريس التي ما زالت في حالة توتر منذ اعتداءات، من الألعاب النارية. وقد ابقيت الاحتفالات التقليدية برأس السنة في جادة الشانزليزيه، لكنها ستكون متواضعة ووسط إجراءات أمنية مشددة. وبررت رئيس بلدية المدينة آن ايدالغو، في مقابلة مع صحيفة لوجورنال دو ديمانش، ذلك بالقول: “لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي، بعد الذي عاشته مدينتنا علينا أن نرسل إشارة تقول إن (باريس صامدة)”. وفي مدريد ستحدد الشرطة ب 25 ألفاً عدد الذين سيسمح لهم بالتوجه إلى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس بالإسبانية)، في حين سيكون حضور الألعاب النارية على ضفاف نهر التيمز مدفوعاً. وفي موسكو، ستغلق للمرة الأولى الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات أيضاً. وبعد قرابة شهر على هجوم بكاليفورنيا، نفذه زوجان على حفل راح ضحيته 14 شخصاً، يستعد مليون شخص حسب التوقعات للنزول وسط إجراءات أمنية مشددة إلى ساحة تايمز سكوير في نيويورك. وقال صحيفة التايمز البريطانية، إن ستة آلاف جندي سيحرسون ميدان تايمز في نيويورك وسيتم حظر إدخال الأكياس والحقائب في الحفل المقام في برلين، كما أن العديد من القرى والمدن الإيطالية حظرت استخدام الألعاب النارية التي عادة ما يحتفل بإشعالها للاحتفاء بقدوم العام الجديد. – آسيا أقل حذراً في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، يفترض أن تنزل حشود كبيرة إلى الشوارع، فيما خططت سيدني الأسترالية هذه السنة لعرض كبير أيضاً، لكونها على ما يبدو الأقل قلقاً. وقال رئيس بلديتها كلوفر مور: إن الأمور “تتحسن كل سنة”، واعداً بإطلاق 2400 سهم ناري إضافي فوق جسر سيدني و”تأثيرات متنوعة جديدة”. وستستخدم سبعة أطنان من الألعاب النارية هذه السنة. وتسعى هونغ كونغ وبكين وسنغافورة وغيرها من المدن الكبرى في آسيا، لتنظيم ألعاب بمستوى مماثل، فيما سيبقى مستوى الإنذار الأمني مرتفعاً جداً في جاكرتا، إذ أبطلت السلطات مشروع اعتداء انتحاري ليلة رأس السنة. برلمان.كوم-خليج اونلاين