لم يعدْ الاستغلال حكراً على الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات. ولا مطاعم " الفرونشيز " ولا المُنتجعات السياحية. بل طال الأمر حتى المطاعم الصغيرة المتواجدة في شمال المغرب التي يستغلُ أصحابها موسم الزّحف الأكبر نحو الشمال. يقدمون للزبناء " أومليط" ب 30 درهما. وكأس شاي ب15 درهما. حتى أصغر المقاهي المُطلة على واد سِتي فاضّمَة، وشلالات أوزود تُقدم لزوارها عصير برتقال ب40 درهما. وأصغر "سناك" يطّلُ على كورنيش مارتيل يُقدم سلَطة "نِسواز" ب50 درهم. وبيتزا الفصول الأربعة ب90 درهما. وأحقر الفنادق المُصنفة في مؤخرة الترتيب يستغلُ أصحابها جيوب الوافدين من المدن الداخلية. وأيضا أصحاب مرائب رَكن السيارات المجاورة لساحة جامع الفنا، يطلبون منك 20 درهما عند ولوجها. كل هؤلاء يستغلون اشتياق الأطفال الصغار لمياه الشواطىء. والاستراحة السنوية للعمال المحاربين في سلاسل الانتاج بالوحدات الصناعية. يستغلون لقاء مغاربة العالم بوطنهم. يتصيدون الفرص. ووفرة الطلب. كل هولاء يستنكرون بدورهم غلاء الأسعار. يشتكون من الأزمة العالمية. من أزمة السياحة الداخلية. من مخططات الحكومة. من الجفاف. من كورونا. من أزمة الماء. من أزمة الثقة. ويطالبون برحيل أخنوش. يكتبون على حساباتهم الفايسبوكية كل صباح هاشتاغ #أخنوش_ديݣاج وهاشتاغ #ݣزوال_7دراهم. يناقشون غلاء الأسعار في المقاهي. يناقشون أزمة إنهيار القيم. وخطرَ روتيني اليومي على الجمهور الناشىء. خطر الشيخة على المجتمع. وجشع احتكار شركات المحروقات. يطالبون بمحاسبة كبار لصوص البلد. وفئران الأزمات. يطالبون باسترجاع 17 مليار درهم من أرباح شركات المحروقات. يتساءلون أين الثروة؟ ينتقدون المستفيدين من الريع. ينتقدون الأحزاب. ومعاش بنكيران. وأداء خليلوزيتش. وسلوك زوجة عادل الميلودي تجاه رجال الأمن! يوسف معضور، كاتب رأي