انطلق التلميذ المهدي حاتم ككل يوم جمعة زوالا من من منزله مودعا والديه يحدوه أمل التعلم وملاقاة زملائه في المدرسة . ولم يكن يعلم أنه يتجه نحو مصيره الأليم . في غضون ذلك وبينما يتراقص فرحا بيوم جديد غير مبال بتفاصيل الحياة المعقدة ولا ولا واع بأخطار الطريق، فهي ليست من شأنه ، خطفت روحه البريئة سيارة مسرعة ، فتوقف كل شيء فجأة ، فرحة المهدي وآماله، وأصوات أصدقائه ممن يرافقونه،هلعا من هول الصدمة. وصل الخبر سريعا إلى المدرسة والآباء فتجمع الكل في موقع الحادثة وقلوبهم تتقطع حسرة وألما ، من المسؤول؟ علت الحناجر استنكارا وانتحابا، لكن المهدي قد رحل والتحق بركب من ضحايا الطرقات... مئات من تلاميذ وتلميذات المدرسة سيطرعليهم هول الصدمة طوال اليوم فتوقفوا عن اللعب دون اتفاق مسبق لكنها مرارة فراق زميلهم. أما الأساتذة والأستاذات فلم يستطيعوا مقاومة مشاعرهم فساد جو من العزاء داخل المؤسسة . يوم الجنازة توجه الجميع آباء وأساتذة وإدارة وتلاميذ وتلميذات في موكب مهيب لنقل الفقيد إلى مثواه الأخير، وكلهم أمل أن يلهم الله أهله الصبر والسلوان وأن يوضع حد لنزيف الطرقات هذا ، مطالبين جميع الجهات المسؤولة للتدخل من أجل حل مشكل هذه النقطة السوداء التي سبق لها ان خلفت العديد من الضحايا.