أحدالمتسللين : لأول مرة في حياتي آكل التفاح والموز وأرى بني ملال حمو ،باسو، حساين، سعيد، حدو، خمسة أطفال من دوار تاسرافت نايت عبدي التابع لإقليم بني ملال ،نجحوا بصعوبة في التسلل من الدوار المحاصر بالثلوج والسلطات والوصول إلى أهاليهم المعتصمين قرب مقر ولاية جهة تادلا أزيلال ببني ملال منذ أسبوعين. حمو بلخير( 14 سنة) واحد من المتسللين أكد وهو يمسك بين يديه ببرتقالة في حالة فرح شديد بينما توزع عليهم فتاة من بني ملال الحلوى أنه "لم يسبق له أن التحق بالمدرسة ولايعرف العربية"،كما قال أنه لن يعود لتاسرافت نايت عبدي لأن بني ملال تتوفر على الماء والكهرباء والطرق المضيئة والأكل والمستشفى "،وأضاف أنه لأول مرة في حياته يأكل التفاح والبرتقال والموز والخضر التي جلبها المحسنون . وأشار الطفل أنه" عندما كان بالدوارظل طيلة أربعة أشهر يشرب الحريرة المخلطة بالدقيق،والخبز المصنوع من الشعير".وأنه لم يتناول اللحم منذ عيد الأضحى ،والأضحية التي نحروا في حجم أرنب خالية من اللحم،أما هنا في المعتصم فاللحم الجيد والخبز الصافي والرطب متوفران والبيض والزيتون والحليب، وقال" حمو أن أمنيته الالتحاق بمدرسة تتوفر فيها جميع شروط الدراسة"،كما لم يخف رفقة أصدقائه رغبته في البحث عن عمل والمكوث بصفة نهائية ببني ملاللأن الظروف هنا أحسن. يحكي حمو عن رحلته رفقة أصدقائه فيقول"خرجنا من دوار تاسرافت نايت عبدي وتنكارف رفقة عشرين طفلا وعشرين امرأة للالتحاق بعائلاتنا ،وقطعنا 40كلم على الأقدام وهي المسافة الفاصلة مابين تاسرافت نايت عبدي و تاكلفت،وعند وصوبنا لهذه الأخيرة طاردتنا السلطات بالأزقة وألقت القبض على النساء والأطفال وشحنتهم في الشاحنات وأعادتهم إلى الدوار،ومنعت وسائل النقل من نقلهم ،فتمكنت رفقة أصدقائي الأربعة من الإفلات من أعين السلطات وعناصر الدرك ،وكنا سنموت جوعا فدخلنا لمقهى وقدم لنا صاحبها وجبة غذاء،ثم تسللنا إلى سيارة الأجرة حيث دفع عني أحد معارفي ثمن السيارة التي أقلتنا يوم السبت الأخير ببني ملال التي أراها لأول مرة في حياتي" . الكبيرة ثعبان الأحداث المغربية الجمعة 6 مارس 2009