بعد الفاجعة المؤلمة التي شهدها منعرجات تيزي ن تيشكا بداية الشهر الماضي وأودت بعشرات الضحايا والمصابين ارتفعت أصوات من كل اتجاه تنادي بكل قوة بالبحت عن حل لتلك المنعرجات الخطيرة فمن متحدث عن نفق يصعب على الدولة توفير الميزانية الخاصة به، ومن متحدث عن توسيع اكثر للطريق، والحقيقة أن المشكلة في الطريق الرابطة بين مراكش وورززات عبر مرتفعات الاطلس الكبير بجد ليست ممر تيشكا فقط بمجرد وصولك إلى الجبال وأنت قادم من مراكش أو آت من ورززات فأنت في صدد الدخول في مغامرة حقيقية ،طريق ضيقة لا تكفي لمرور عربتين صغيرتين في بعض الأحيان منحدرات مخيفة قد تصل إلى عشرات الأمتار منعرج يليه منعرج ، هذا كله يجعل مهمة السائق معقدة ومحفوفة بكل أنواع المخاطر فمجرد خطأ بسيط قد يكون ثمنه حياته وحياة من معه جميعا . الطريق البديل طريق جبلي أخر يمر من مدينة دمنات الصغيرة والموجودة على سفوح جبال الأطلس الكبير البعيدة عن مراكش بما يقارب 100كلومتر . عندما تصل إلى دمنات يوجد طريقان قد يوصلانك إلى ورززات طريق يمر عبر مغارة ايمي نفري الشهيرة وأخر يمر من ايت معلا وكلا المسلكين اقل خطورة من الطريق المار منحدرات تيشكا،والطريق الأكثر أمنا هو الذي يمر بأيت معلا إلى سورن تم ايت امديس تم ايت امليل قبل أن تصل إلى ورززات ،هذه الطريق دشن الملك جزءا منها في زيارته الثانية إلى دمنات (35كلمترا )ولكنها لم تعبد إلى حد الآن. مزايا هذه الطريق اقل ما يقال عنها هي عياب أي منحدرات كبيرة أو منعرجات خطيرة ويمكن أن توسع لأنها تمر من منبسطات في أغلب الأحيان . ستختصر المسافات بين جنوب المغرب وشماله فالقادم من ورززات أو زاكورة أو غيرهما والقاصد لأحدى مدن الوسط الشمال (بني ملال، فاس ,الرباط ،الدارالبيضاء)سيجد نفسه قد ربح عشرات الكيلومترات. رفع التهميش عن منطقة دمنات وعن ألاف السكان القرويين وهي من أوجه الأسباب التي تدعوا الدولة إلى التعجيل في إخراج تلك الطريق إلى الوجود فإلى متى تبقى هذه المنطقة من المغرب غير النافع رغم بلائها في محاربة المستعمر والدفاع عن بيضة البلاد كلفة هذه الطريق ستكون رخيصة بالمقارنة مع نفق في تيشكا أو توسيع لتلك الطريق وبالمقارنة مع العائد الاقتصادي للطريق الجديدة إنعاش السياحة بالمنطقة ورفع الغطاء المفروض على المناظر الخلابة والمؤهلات السياحة الهائلة للمنطقة بالتعريف بوديانها (وادي تاساوت من أفضل الوديان بالمغرب) وشلالاتها وجبالها وعادات وتقاليد سكانها.