الزيارة من حيث المبدأ: الزيارة التي قام بها السيد العامل يوم الخميس 2009/02/18 هي مبادرة محمودة أثنى عليها الجميع. في الماضي القريب , كانت عمالة أزيلال قلعة لايرى عاملها إلا المقربون حتى وإن حالفك الحظ ودخلت فنادرا ماتقابله حتى وإن قابلته فلن تجد آذانا صاغية... الزيارة من حيث الشكل: السيد العامل صرح في تدخله أن هذه الزيارة داخلة في إطار تجسيد المفهوم الجديد للسلطة وتنفيذ سياسة القرب من أجل التواصل والتحاور مع المواطنين. لكن للأسف لم نر تحاورا فقد كان هو المسير والمتدخل والمعلق على مداخلات الحاضرين وكان الآمر والناهي والخصم والحكم في الوقت نفسه, وكان بالأحرى أن يسميه لقاءاً من أجل عرض رؤيته الخاصة للأمور وليس لقاءًا تواصليا تعارفيا لأن التعارف أصلا هو تعاون على المعروف عبر إبقاء أسباب التواصل والتحاور بين الطرفين محفوظة بحيث لايدعي أي منهما أن نظرته للأمور تعلو على نظرة الطرف الآخر ويفرض عليه آراءه و يقهر عقله للانقياد لأحكامه ونظرته عبر تسلط يجعله يملي على غيره ما ينبغي أن يفكر فيه ومالاينبغي أن يفكر فيه, ولا شيء يضر بالفكر والمبادرة مثلما يضر به هذا الإملاء إذ يضيق نطاق آفاقه ويخمد طاقات الإبداع فيه. ولقد أشار السيد العامل أن ماربحناه في هذا اللقاء هو أننا تحاورنا ولكن نقول أن الطريقة التي أدار بها الحوار حولت اللقاء التواصلي إلى لقاء توصيلي. استنتاجات حول مضمون اللقاء : بعد الإستماع إلى المداخلات التي فاقت 34 تدخلاأغلبها من ممثلي جمعيات المجتع المدني وكذلك ردود رؤساء المصالح الخارجية التي كانت واضحة على العموم, قام السيد العامل بالتعليق على كل ماسمعه مستهلا تدخله بسؤال وجهه إلى الحاضرين: "إذا التقى معكم أحد وسألكم ماذا تحقق في أيت اعتاب في الفترة الأخيرة, فماذا تقولون ؟ " فأجاب الحاضرون بكل عفوية وتلقائية: "لاشيء, والو, حتى ميا! " وعلت أصواتهم علهم «إفشوا كَلوبهم على العامل الجديد!» الذي تدخل ليقاطع وشوشاتهم قائلا: الحمد لله لقد جئتكم «مسلحا» و مد يده إلى مجموعة من الملفات "الزرقاء" أسلحته! وأخد يسرد المشاريع المنجزة بالمنطقة محددا مواقعها وأسمائها وتكاليفها وسنة إنجازها وزاد في رده على الحاضرين "لاتنكروا نعم الله فمن ينكرها تسلب منه! " وفي معرض حديثه ذكر بئرا بجماعة تاونزة بدوار أيت احساين والقدر المالي المخصص لها لكن أحد الحاضرين تدخل لينفي بشكل مطلق ذلك, وأنه يسكن بالدوار المعني ولا أثر للبئر فيه. لكن السيد العامل تدخل مفاجئا الجميع وأخذ يهدد المتدخل بتقديمه للقضاء بتهمة تضليل المواطنين وأنه سيرسل لجنة لتقصي الحقيقة في الموضوع وحاول أن يشدد في تخويف المتدخل ليثنيه عن هذه الشهادة فاستنتجنا أن هذه رسالة موجهة إلى الحاضرين من أجل تخويفهم فلماذا لم يوجه هذا الكلام للمسؤول عن القضية؟ وإن كان سيرسل لجنة لتقصي الحقيقة بالفعل فنتمنى أن تمثل جمعيات المجتمع المدني فيها! لكي يكون التحقيق نزيها. وفي تعليقه على سؤال أحد المتدخلين عن مشكل ثانوية القاضي عياض الآيلة للسقوط بجماعة مولاي عيسى ابن ادريس أم الكوارث! رد ذلك إلى قضاء الله وقدره! وأن المصالح المختصة ستعكف على إيجاد حل المشكل في أقرب وقت. ياسلام! مؤسسة تكلفة بناءها مليار سنتيم تقريبا لم يشر إلى تكوين لجنة من أجل الوقوف على الخروقات التي طالت بناءها والتلاعب بالمال العام وتقديم المسؤولين على ذلك للقضاء. معذرة سيدي القاضي عياض, قلنا عن جماعة مولاي عيسى بن ادريس أنها أم الكوارث, ليس من باب القضاء والقدر كما يبرر عادة ذلك, ولكن بما كسبت أيدي المسؤولين المتعاقبين على تسييرها اليوم والبارحة... مركز يعجز اللسان عن وصفه, مجزرة تنبعث منها رائحة جد كريهة لاتستطيع حتى الكلاب الضالة مقاومتها مما يدفعها إلى التجمهر وسط المركز مهددة بذلك سلامة المواطنين, ورغم أن هذه المجزرة خصصت لها ميزانية لإعادة بنائها...بالفعل تم ذلك ولكن... على كل حال ماننتظره كجمعيات وكمواطنين بأيت اعتاب هو التدخل المسؤول والجدي لوضع حد لنزيف سوء ترشيد وتدبير النفقات والاعتمادات وسرقة المال العام بتواطؤ بعض المسؤولين وبعض المقاولات المصاصة لدماء هذا الإقليم. فإن كان السيد العامل تحدث عن مجموعة من المشاريع المنجزة فهذا صحيح ولكن الشيء الخطير الذي لم يذكره هو كيف تم إنجازها وبأي مواصفات؟!! فماذا يعني إنشاء مشروع اليوم وغدا تخصص له ميزانية جديدة لإعادة ترميمه أليس هذا هو عين العبث وتخريب الوطن وكل مقومات وجوده؟! آن الأوان أن يتحمل جميع مسؤولياته وتتبدل عقليات مسؤولينا اللذين يحرك جانبا من حياتهم –للأسف- صراع المجموعات المؤتلفة على أساس علاقات زبونية من أجل المواقع والمناصب وتحقيق المصالح الضيقة وإن كان الثمن هو التضحية بالمصالح العليا للوطن والمواطنين اللذين يعملون باسمهم. لله الأمر من قبل ومن بعد