محمد لزرق بوفاة المفكر الفرنسي رجاء غارودي عن عمر يناهز 98 عاما٬ يطوى كتاب حياة فكرية وسياسية مثيرة وحافلة بالعطاءات والاجتهادات التي كانت محل جدل واسع النطاق تجاوز حدود فرنسا. نشأ جارودي ملحدا في بيت لا يعترف بالاديان وفي مرحلة الشباب والبحث عن اليقين تحول الى المسيحية ولكنه وجد فيها دينا ولم يجد منهجا للتفكير فاعتنق الماركسية واصبح شيوعيا ولكنه برغم هدا كان مهتما بالثقافة الاسلامية والحضارة العربية والمغاربية وقادته ثقافته الموسوعية "مكتبته تحتوي 250 الف مجلد " الى الاسلام عام 1983 واصبح مند دلك الوقت احد الرموز الفكرية العالمية الى الاسلام وقد ترجمة كتبه الى اكثر من ثلاثين لغة عالمية ، ووضعت عنه 22 رسالة ماجستر ودكتوراه وكتب عنه اكثر من 50كتابا ودراسة .ولهدا يعتبر الرجل بعمره المديد واسهامه الفكري الكبير وجرأته العلمية النادرة اكبر مثقف في عالم اليوم ومع هدا فان روجيه جارودي يحاكم امام قضاء فرنسي لانه الف كتابا بعنوان الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية ، وطبع المفكر الراحل الذي اعتنق الدين الاسلامي بعد أن كان شيوعيا ملتزما في صفوف الحزب الشيوعي الساحة الفكرية الفرنسية والغربية بمواقفه المغردة خارج السرب٬ في مناهضته للرأسمالية المتوحشة والسياسات التوسعية ودفاعه عن الحقوق الفلسطينية٬ الأمر الذي وضعه في معترك معارك إعلامية وفكرية متواصلة. وقد جرت عليه محاكمة شهيرة في فرنسا سنة 1988 بتهمة التشكيك في المحرقة اليهودية خلال العهد النازي. ، الراحل رجاء جارودي يوجه 14 تهمة امام القضاء الفرنسي ودلك لانه يطبع كتاب الاساطير الصهيوينة انه كتاب رائع يطرح فيها حقائق صهيونية مخفية في كل زمان من الازمنة وكما هو معلوم عنه فهو واحد من عظماء فلاسفة القرن العشرين وهو مفكر مسلم فرنسي له ما يناهز 55 كتاب في الفكر والفلسفة والتاريخ والاديان وقضيته الكبرى التي ندر لها عمره هي محاولة التقريب بين الاديان السماوية الثلاتة: اليهودية ، المسيحية ،والاسلام وخلق حوار بين الحضارات ، وقد فسر المفكر الراحل في كتابه "الإسلام دين المستقبل" اختياره الدين الإسلامي بما أظهره من "شمولية كبرى"٬ وب "استيعابه لكافة الشعوب ذات الديانات المختلفة٬ وكان لقبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم". ويعتقد غارودي أن "هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا". ومن أهم مؤلفات الراحل "لماذا أسلمت.. نصف قرن من البحث عن الحقيقة" و"الأصوليات المعاصرة أسبابها ومظاهرها" و"محاكمة الصهيونية الإسرائيلية" و"حفارو القبور.. الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها" و"الولاياتالمتحدة طليعة الانحطاط" و"وحوار الحضارات" و"كيف نصنع المستقبل". [image] ومما يذكر في سيرة غارودي أنه أصدر ٬ بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان٬ بيانا تنديديا بصحيفة لوموند الفرنسية بعنوان "معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان" بمعية الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو. نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "وعود الاسلام" و "لإسلام يسكن مستقبلنا من أقواله تمعّنوا جيّدا في الرسالة : " الرصيد الأبرز في حياتي والذي صاغ وجداني وهيأني للدخول إلى الإسلام ، بدأ يتشكل في الجزائر (معسكر عين اسرار، الجلفة) حيث كنت جندياً فرنسياً ضمن قوات الاحتلال للجزائر ، ووقعت مع مجموعة من الجنود أسرى في أيدي الثوار الجزائريين ، وحدث تمرد من الأسرى الفرنسيين في معسكر الاعتقال ، فأمر قائد المعسكر بإطلاق النار على المتمردين وكانت السرية الجزائرية المكلفة بإطلاق النيران علي مع زملائي من المسلمين وفوجئت بهم يرفضون إطلاق النار على الأسرى وأنا معهم ، وسألت قائد السرية لماذا فعلوا ذلك ؟ فقال لي : لأننا مسلمون ، ومن العار أن نطلق النار على أسير أعزل لا سلاح معه ، وكانت الصدمة الأولى التي زلزلت حياتي ، ويومها عرفت أن الإسلام هو الذي أنقذ حياتي .. وأنا عمري 28 عاما وظل بداخلي حتى اعتنقت الإسلام عام 1982". الارهاب الصهيوني يقدم جارودي الى المحكمة متين في عشر سنوات عام 87 بعد ان هاجم غزو وهدا الوفاة فاة يعد نهاية مسيرة فكرية حافلة