الأستاذ نور الدين لغلام ومجموعة مسرح: امتداد 07-05-2012 05:15 دمنات : بوغطاط يجثم على صدر المواهب الدمناتية الشابة ذ.مولاي نصر الله البوعيشي أول ما أثار إعجابي وأنا أقتحم على الأستاذ لغلام ومجموعته المسرحية الشابة خلوتهم بقاعة العروض بدار الشباب الزرقطوني دمنات هو انهماك الممثلين الشباب في التدريب على الحركات الجسدية والتموقع في الركح على انغام موسيقى من اختيار نور الدين لغلام وقد اثار انتباهي وانا الشغوف بالمسرح أن المواقف مترابطة في النص المسرح الذي يتم التدريب عليه لاول مرة حسب تصريح الأخ نور الدين ، بطريقة جعلت وحدة الهدف واضحا للمتفرج (لي على الأقل باعتباري أول متفرج يشاهد هذا العرض أثناء التداريب والذي قد يكون الآن قد قطع اشواطا مهمة ، وقدم كعمل متكامل ). في احترام تام للكتابة المسرحية رغم أن النص مقتبس عن إبداع زجلي للاستاذ أحمد لمسيح وما أدراك ما المسيح فهو واحد من فحول الزجل المغربي والزجل كما تعلمون صعب سلمه إذا ارتقاه الذي لا يعلمه . لقد تبين لي من خلال مشاهدة العرض أن الأستاذ لغلام قد نجح في وضع اسس بناء درامي لعمله من حيث شخصياته وزمان ومكان الصراع فيه كما توفق في المزج بين موضوعه وذاته وسيحس بذلك كل من قرأ اشعار نور الدين لغلام الشاعر العاشق للشعر الذي به مس من شيطان النظم منذ اشتداد عوده . في عنوان المسرحية :بوغطاط بوغطاط هو الجاثوم باللغة العربية وسمي كذلك لأن شيئا يجثم على صدر النائم ويغطيه ويشل أعضاءه ولسانه فلا يستطيع لا الحركة ولا الكلام ، وبوغطاط وهو تجربة مرعبة قد تصاحبه هلوسات مخيفة....وتستغرق أعراض بوغطاط أو الجاثوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى الصراخ ؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج بجانب النائم المصاب . بعكس "بوغطاطنا" هذا الذي ازال الغطاء عن مجموعة من المواهب وأطلق عنان حريتها في تعابير جسدية ، أكدت لي أن الاستاذ نور الدين بصدد خلق جيل من الممثلين المسرحيين الشباب القادرين على القيام بكافة المهارات المطلوبة للتمثيل المسرحى .إذا وجد الدعم الكافي للأستمرار في ذلك . " بوغطاط " هذا العنوان المرعب يلخص النص الذي هو في حد ذاته تعبير عن همّ الشارع و عن هموم البسطاء . لقد نجح لغلام ومجموعته من خلال ترجمة النص الى فعل حي فوق الخشبة في تعرية الواقع ، واقعنا المرير ونزعوا عنه كل مساحيقه وزيفه . وحرروه من بوغطاط الجاثم بكلكله على حواسه . هذه المسرحية تحفة فنية رائعة أبدع الأستاذ نور الدين لغلام في تشكيلها ، واعجبت بها كثيرا لما تحمله من معاني راقية وصور اجتماعية في منتهى الروعة. لا أريد أن اضيف اكثر حتى أترك للقاريء الكريم فرصة الحكم على هذا العمل إذا كتب له وشاهده ، وهذه إحدى المعضلات فمبدعونا وفنانونا الشباب تعوزهم الوسائل المادية لعرض أعمالهم سواء في إطار مهرجانات أو تبادل ثقافي بين الأقاليم والجهات ، فحرام أن تضيع مجهودات هذه المجموعة الشابة التواقة إلى الانطلاق في رحاب هذا الفن العظيم حرام أن نقتل فيهم جدوة الإبداع التي بدأت تتقد في دواخلهم . صحيح أن المجموعة تضحي بمالها وبوقتها ولكن أتساءل أين هم اصحاب الواجب أين هي أموال الشعب بل أين هي الميزانية -رغم هزالتها- المرصودة لتشجيع الثقافة والفن أما أنها "تِؤكل بالفن ". تحياتي للأستاذ نور الدين لغلام لمجموعته الذين أبانوا عن مواهب متميزة تنبيء بمستقبل باهر . طوبى لك، نور الدين ، وطوبى لشباب دمنات وللمسرح بك ، ومتنياتي أن يزاح عن دمنات ذلك ال: البوغطاط " الذي يجثم على صدرها ويحرم شبابها من كل دعم قمين بالأخذ بيدها . ما أكثر المواهب ولكن بوغطاط شل حركتها .إلى متى ؟ هذا هو السؤال الذي تركه الأستاذ نور الدين لغلام معلقا في مسرحيته . ملحوظة: الصورة بعدسة .ذ.مولاي نصر الله البوعيشي