سكان بلدية أزيلال يواجهون الأمطار والثلوج شتاء والأفاعي والعقارب صيفا . لا تعرف بعض إحياء بلدية أزيلال معنى للعيش الكريم كحي الزاوية المعروف بإغير المؤذن ، فسكانها يعيشون في مأوى وكهوف تتسم بغياب شبكة الماء والكهرباء والتطهير ، دون ذكر مايعني كل هذا وما يتطلبه التدبير عند قضاء الحاجة أو الاغتسال ، إما وسائل الترفيه كالتلفاز فهي غير معروفة . والجدير ذكره ان سمة هذه الأسر أنها تتكون من الأرامل واليتامى والمتسولين والمتسكعين . وفي تصريح لجريدة العلم أكدت (ع.ل) الباعة من العمر 19 سنة والتي تتابع دراستها بالتاسعة أساسي ان حي الزاوية عبارة عن جحيم ففي فصل الشتاء " نعني من الأمطار والثلوج التي تخترق سقف هذه الكهوف وقساوة البرد نظرا لانعدام ابسط ظروف العيش بداخلها ، أما في فصل الصيف فيكون المصير هو مواجهة أخطار الأفاعي والعقارب السامة إذ لا تستطيع النوم من شدة الخوف وقد سجلت عدة وفيات بسببها ، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تجعل السكان وكأنهم داخل قنوات الصرف الصحي وهذا بسبب انعدام قنوات التصريف فضلا عن مظاهر الفقر المدقع الذي لا يبالي له المسؤولين ". أما (ن.ح) البالغ 24 سنة ، مستواه الدراسي الثالثة ثانوي ، يقطن بدوار ايت عبو فيقول :"الطريق يشكل لنا أهم مشكل بالرغم من أننا جزء من المدار الحضري فلا تصلنا سيارات الإسعاف ولا وسائل النقل نهائيا ، وقد أرسلنا عدة شكايات في الموضوع للمسؤولين دون جدوى . هذا بالإضافة إلى مشاكل قنوات الصرف الصحي وغيرها من المشاكل التي تجعل الحياة مستحيلة بهذا الدوار " وتقول (ن.ح) طالبة بالثانوية" أنها تعيش أوضاعا مزرية في هذا المنزل المهدد بالانهيار وبدون كهرباء ولا ماء ولا مرحاض حتى المذياع والتلفاز لاتعرفهما هده الأسرة " .أما بالنسبة إلى صديقاتها فلا مجال لتبادل الزيارات لأنه ليس هنالك مكان لاستقبالهن واستقبال حتى الأقارب لان الأوضاع الاجتماعية مزرية . أما (ح.خ) وهو حارس مدرسة فيقول " نعيش أوضاعا متردية في هده المنطقة المهمشة التي لا يهتم لها المسؤولين وكأنها ليست من التراب المغربي " ويسترسل قائل : " إننا ننام متكدسين فبعض البيوت تحتضن 7 أفراد ". أما حي الثكنة فجل سكانه جنود متقاعدون يتقاضون أجور زهيدة جدا ويعيشون في منازل متكدسة بالأبناء لغياب فرص الشغل وجل هذه المساكن مهددة بالانهيار بسبب تقادمها وتآكلها لأنها بنيت مند الاستعمار . والأمطار الأخيرة التي عرفتها المدينة جعلت السكان يبيتون في العراء بسبب دخول سيول المياه إلى منازلهم ، أماحي الفرح والتقدم فهما دائما في انعزال بسبب الأمطار والأوحال وغياب قنوات الوادي الحار ووجود الحفر التي تتحاشها سيارات الأجرة الصغيرة وسيارة الإسعاف والامن . في ضوء هده المعاناة يصبح من غير المنطق التحدث عن فضاءات الترفيه بالمدينة كالملاعب والسابح مما يحتم على أبناء المدينة الالتجاء إلى المقاهي وقاعات الألعاب ، واستهلاك المخدرات والتفكير أحيانا في الهجرة السرية