استيقظت مدينة الفقيه بن صالح يوم السبت 31 دجنبر بشكل مختلف عن العادة على وقع إنزال امني كثيف مكون من كل التشكيلات الأمنية و القوات المساعدة وقوات التدخل السريع حيث كانت تجوب في شوارع المدينة خاصة في شارعها الرئيسي شارع الحسن الثاني و كذلك ساحة محمد السادس القريبة من المحطة الطرفية . و أكدت بعض المصادر أن هذا الإنزال جاء بعدما علمت السلطات المحلية بعزم معطلي جمعية الكرامة للمجازين المعطلين بإقليم الفقيه بن صالح على تنظيم اعتصام بساحة محمد السادس. و كان الهدف منه يتلخص في محاولة منع هذا الاعتصام حيت عمدت القوات الأمنية على منع كل شخص حاول الاقتراب من هذه الساحة . و قد فوجئ المعطلون بهذه الترسانة الأمنية الغير مسبوقة خاصة و أنهم كانوا يريدون القيام بتظاهرة سلمية تندرج في إطار مطالبتهم بحقهم في التوظيف في القطاع العام و بحقهم في الحصول على فرصة في عيش كريم , و أيضا لرفض المباراة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بتوظيف أزيد من 5500 منصب و المزمع إجراؤها ابتداء من السابع من يناير القادم . و قد اعتبر المعطلون الذي يقدر عددهم بمئتي معطل و معطلة أن هذه المباراة غير عادلة حيث يشوبها التزوير و المحسوبية و الزبونية و الرشوة الشيء الذي يجعل المتبارون في هذه المباراة لا يحظون بتكافئ الفرص . و نظرا لهذه المحاولة في منع هذا الشكل الاحتجاجي السلمي, اضطر معطلو جمعية الكرامة إلى تغيير مكان الاعتصام من ساحة محمد السادس إلى وسط المدينة قرب ساحة باب الأحد. و قد تعرضوا إلى مختلف أشكال الاستفزاز والترهيب النفسي من طرف قوات الأمن على طول شارع الحسن الثاني المؤدي لساحة باب الأحد , و نتيجة لذلك وجد المعطلون أنفسهم محاصرون بزنقة باب الأحد التي تعتبر مركزا يحتوي أشهر المحالات التجارية بالمدينة . فقاموا بترديد مجموعة من الشعارات القوية التي هزت المكان و كانت تصب كلها في اتجاه رفض مباراة وزارة الداخلية و متشبتة بضرورة الإدماج الفوري بالوظيفة العمومية . و رغم محاولة القوات الأمنية المتكررة في فض هذه التظاهرة إلا أنها لم تستطع ذلك خاصة بعدما أصبح المعطلون وسط مجموعة من التجار و أمام مرأى ساكنة المدينة . تحولت هذه الوقفة إلى مسيرة جابت مجموعة من شوارع المدينة منددة بهذه التصرفات الغير مسؤولة من طرف السلطات المحلية و مؤكدة أنه لا بديل عن خروجهم للاحتجاج سوى الوظيفة أو الموت . و قد وصلت هذه المسيرة إلى ساحة الباب الأحد حيث اعتصم المعطلون هناك. و قد أعلنوا أنهم سيدخلون في اعتصام مفتوح من تلك اللحظة إلى حدود موعد المباراة. و أن هذه الأخيرة لن تمر إلا فوق جثتهم . و يذكر أن جمعية الكرامة للمجازين المعطلين قد دخلت في عدة حوارات مع السلطات و على رأسهم عامل الإقليم و رئيس المجلس البلدي, اللذان وعدوهم بالحصول على المناصب المحلية الشاغرة المتواجدة بالإقليم. لكن هذه المباراة كانت هي الشرارة التي أفاضت الكأس و التي جعلت المعطلين يخرجون في تظاهرات منددة باستمرار مسلسل الإقصاء و التهميش الذي يمارس على المجازين المعطلين أبناء منطقة بني عمير خاصة و أن إقليم الفقيه بن صالح يعد الان من أغنى الأقاليم في المملكة المغربية من حيث الثروات الطبيعية حيث يتوفر على أكبر مخزون مائي في إفريقيا و على ثروة, كما لا ننسى أن هذا الإقليم فلاحي بامتياز. و كانت جمعية الكرامة قد تعرضت لتدخل أمني يوم الثلاثاء 27 دجنبر 2011 لدى تنظيمهم وقفة أمام العمالة بالفقيه بن صالح أسفر على مجموعة من الإصابات .