لم ينجح عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، في الحصول على مقعد انتخابي بالدائرة «بزو وويزغت» التابعة لإقليم أزيلال، رغم مساندته من قبل «جي 8» الذي قرر عدم الدخول في منافسة معه بالدائرة الانتخابية، ورغم غياب وكيل لائحة قوي عن حزب العدالة والتنمية. عبد الكريم بنعتيق الذي استعان بكل الوسائل للتنقل في الجبال الوعرة بما فيها الحصان، لم يستطع الصمود أمام سعيد رداد وكيل لائحة حزب العهد الديمقراطي، وابراهيم الحسناوي عن حزب الاستقلال، ومولود بركايو عن الاتحاد الدستوري، الذين حصدوا المقاعد الثلاثة المخصصة للدائرة الانتخابية. المرة الثانية على التوالي التي «يتكردع» فيها عبد الكريم بنعتيق، وكيل لائحة حزب اليد في اليد، بعد سقوطه في الانتخابات التشريعية السابقة بدائرة الموت الرباط، وإن كان الرجل قد رفع شعارات وبرنامجا قويا صاغه تحت شعار «مغرب متعدد ضمن مغرب موحد» لتحقيق العدالة الاجتماعية وصيانة كرامة المواطن وإشراكه في صناعة وتقييم السياسات العمومية ومحاربة الرشوة والريع الاقتصادي والسياسي، فضلا عن وضع نظام فعال للحكامة الجيدة يربط المسؤولية بالمحاسبة. الفقيه عبد الباري الزمزمي الذي خلق المفاجأة في الانتخابات التشريعية السابقة، والتي خولته مقعدا في البرلمان باسم حزب النهضة والفضيلة، لم يقو على منافسة مرشحي حزب العدالة والتنمية ووزيرة الصحة ياسمينة بادو، في دائرة أنفا في الدارالبيضاء، بعد أن خسر الانتخابات وخرج من الباب الضيق. رئيس «الجمعية المغربية لفقه النوازل» وصاحب الفتاوى المثيرة للجدل، من بينها إمكانية ممارسة الجنس مع الزوجة بعد موتها، لم ينجح في تحقيق الفوز لضمان ماء وجه حزب النهضة والفضيلة، الذي كان الوحيد الذي فاز له بمقعد خلال الانتخابات التشريعية السابقة. وبالدائرة الانتخابية نفسها سقط كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، عن حزب الاتحاد الاشتراكي. نجيب رفوش الملقب بولد العروسية الذي سطع نجم والده في الانتخابات التشريعية السابقة، سيجد نفسه خارجا من الباب الضيق بعد أن فشل في الحصول على مقعد بالدائرة الانتخابية سيدي يوسف بن علي المدينةبمراكش. ولم تنفع الخرفان التي نحرها ولد العروسية خلال الحملة الانتخابية ولا رجال مدينة مراكش السبعة التي استعان بأضرحتها في جلب أصوات الناخبين، كما بدأت تباشير القلق تظهر عليه بعد أن استدعي من قبل عناصر الشرطة القضائية للاستماع إليه حول الشكاية التي تقدمت بها منافسته فاطمة الزهراء المنصوري وكيلة لائحة حزب الأصالة والمعاصرة. وفشل عمدة سلا السابق ادريس السنتيسي، وكيل لائحة حزب الحركة الشعبية بدائرة سلاالمدينة، في الحصول على مقعد في مجلس النواب، بعد أن فاز بالمقاعد الأربعة لدائرة سلاةالمدينة كل من عبد الإله بنكيران ومحمد زويتن عن العدالة والتنمية، ونور الدين الأزرق عن التجمع الوطني للأحرار، ورشيد العبدي عن حزب الأصالة والمعاصرة. وطالت لعنة الاتهامات الثقيلة التي كان نورالدين الأزرق، عمدة مدينة سلا قد وجهها إلى العمدة السابق، ادريس السنتيسي، والتي تتعلق بالتزوير والاختلاس، والسرقة، واستغلال النفوذ كما كشف عن الكيفية التي يتم بها تبذير المال العام بطرق شتى من أجل خدمة مصالح خاصة. وغير بعيد عن سلا فشل البحراوي بدوره في الحصول على مقعد في مجلس النواب. وحفظت صناديق الانتخابات من جهة أخرى، ماء وجه الوزراء الذين ترشحوا وكلاء لوائح، على عكس الانتخابات السابقة التي أوقعت بجمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، إذ فاز كل من صلاح الدين مزوار، وياسمينة بادو، ورضا الشامي، وأنيس بيرو، ومحمد عامر، وكريم غلاب، وادريس لشكر.