عاشت أمام بلدية بني ملال ما يقارب سبعة أشهر ليل نهار ، صمدت في وجه حرارة النهار في الصيف وفي رمضان و في وجه البرودة و غزارة الأمطار المصحوبة بالرعد و البرق.إنه قدر محتوم و محكوم بمنطق استغلال الإنسان للإنسان و متطلبات تأبيد ذات المنطق . تعرضت للاعتداء و الاستفزاز وعانت من الجوع و النقص الحاد من التغذية و من المرض وصل بها حد السقوط في غيبوبة نقلت على إثرها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي ليقرر الطبيب المعالج إخضاعها للتطبيب لعدة أسابيع .و عبرت آنذاك عن مواصلة اعتصامها من داخل المستشفى الذي ستستأنفه بمدخل البلدية بمجرد مغادرة المستشفى.وقد كان بجانبها ماديا و معنويا مجموعة من المناضلين الكفاحيين حقوقيين ونقابيين علاوة على حركة 20 فبراير-شباب التغيير ببني ملال بالإضافة إلى المواطنين الغيورين الذين قدموا مختلف أشكال الدعم والمؤازرة...... ويوازي ذلك كون الجلادين و السماسرة باسم النضال و حقوق الإنسان حاولوا جعل ملفها جسرا لتحقيق مصالحهم مع السلطة المحلية و "مسؤولي" مكتب المجلس البلدي لكن المعتصمة تبرأت منهم وأفشلت مهمتهم كإطفافئيين ومتعاونين عند اللزوم .أما أعضاء المجلس البلدي على اختلاف تلا وينهم لم تحركهم مأساة هذه السيدة بالسرعة التي يتحركون بها للقبض على مصالحهم . كل التقدير إذن لهذه المواطنة التي فضحت عورات كل أصناف الانتهازيين و والوصوليين و الجلادين و المتملقين و المتعاونين مع خصوم و أعداء الكادحين والمحرومين .وقد تجلى ذلك في ملفات مطلبية اجتماعية وحقوقية عديدة مثل نضال الأحياء ضد الفوترة العشوائية لوكالة لاراديت قبل سنوات ، الاستحواذ على الماء بتاكزيرت من طرف الإقطاع الجديد و اعتقال مجموعة من السكان ، نضال سكان عين الغازي من اجل الحق في التزود بالماء ، ملف أدوز الذي داع صيته في خضم خروج و نزول حركة 20 فبراير إلى الشارع ، اعتصام باسو أعوراي البطولي لشهور ضد ممارسات السلطات بدائرة واويزغت و المضاربين و إدارة المياه و الغابات ، اعتصام الطالب مصطفى الزاهيد لشهور أمام كلية الآداب ضد التلاعب في التسجيل بسلك الماستر .....الخ.و السيدة رابحة شرفت المرأة المناضلة المغربية بصمودها و وعيها بالحقوق و لن تكون إلا حلقة في صيرورة النضال من أجل العيش بكرامة وفي حرية تامة. و بعد كل هذه المعاناة القاسية والطويلة و بعد تلقيها مساعدة مالية تقرر رابحة عاطفي تعليق اعتصامها ابتداء من يوم الجمعة 4 نونبر 2011 في انتظار تمكينها بما يؤمن لها لقمة العيش هي و ابناؤها. عباسي عباس / أحنصال ابراهيم