فتيات في مقتبل العمر يمارسن الدعارة بسبب الجهل والتفكك الأسري وسط دموعها , تقول فتاة من ازيلال : مادا اعمل إدا سدت في وجهي جميع قنوات الرزق الحلال ؟ في عالم الدعارة , ليس من عاش الجحيم كمن روى عنه . الدعارة في بلدنا أصبحت اليوم مادة دسمة للكثير من التحقيقات والأخبار الإعلامية . ورافدا مثيرا لأحاديث النميمة في الصالونات وغيرها من المنتديات حتى صارت حكايا وقصص البنات مع الدعارة تزكم الأنوف, وبين كل خبر وخبر .... تكون للنخاسة وتجارة الرقيق الأبيض السبق الإعلامي والخبري.... إنها أقدم مهنة في التاريخ التي تمارسها اليوم شريحة من البنات في كل الأعمار ومن كل الطبقات الاجتماعية, مهنة تعيش أيضا على ريعها الكثير من الأسر الفقيرة التي اضطرت بناتها تحت ضغط الظروف الاقتصادية وقلة ذات اليد إلى طرق باب الدعارة بعد أن سدت في وجههن كل أبواب الرزق الحلال . اسر, للأسف شطبت من قاموسها مقولة " تموت الحرة ولاتكل من ثديها " لتمطي هده الأسر صهوة الفقر ذريعة لغض الطرف عن ممارسة بناتهن للدعارة مثل حكاية فتاة من ازيلال . وهده حكاية شابة لاتريد كشف هويتها في بداية عقدها الثالث ' مستواها الدراسي متواضع جدا .... كانت أيضا من ضحايا الزوج المبكر هدا الزواج الدي لم يدم إلا بضع شهور لتحمل أيضا لقب مطلقة وهي في مقتبل العمر ... وتعود أدراجها إلى وسط أسرى تنخره كل الآفات ويعاني كل الأخصاص .... الأب متسلط وعنيف ' يتقاضى أجرة تصل إلى حدود 3500 درهم ينفقها على نزواته ويترك الأسرة عرضة للضياع والجوع وقلة ذات اليد ....من هدا الوضع الاجتماعي السريالي ستنطلق الشابة إلى عالم الدعارة فهي مجبرة على الإنفاق على أسرة تتكون من ثلاثة أطفال والأم التي لاتعمل..... طرقت هده الشابة في البداية كل أبواب الرزق الحلال عملت خادمة في البيوت ونادلة في المقاهي ومستخدمة في بعض الفنادق الرخيصة وكانت دائما تنتهي بها الدوامة إلى الشارع الدي منه بدأت أولى خطواتها كعاهرة .... لتغادر بعد دلك بلدتها وتستقر في غرفة الإيجار بمدينة ازيلال وجهة اختارتها للتواري عن الأنظار حتى تستطيع أن تمارس كل أنواع الرذيلة طلبا للمال التي كانت تصريفاته تتوزع بين الأنفاق على معيشة الأخوة الصغار ' وإرسال بعضه إلى الأخ الأكبر الدي يتابع دراسته الجامعية ببني ملال إضافة إلى تسديد مبلغ كراء البيت الدي تقطنه الأسرة وإضافة إلى مصاريف علاج الأم المريضة .... إنها حيثيات معاناة مع عالم الدعارة تسردها هده الشابة وغصة ثاوية في حلقها تعيقها كثيرا عن الاسترسال في الكلام وسط دموعها وتفكيك فصول حكايتها مع العيش في المستنقع..... وهي في هدا المصير تلقي اللوم على والدها الدي تملص من كل مسؤولياته تجاه أسرته وتركها عرضة للضياع ..... أيضا تلقي اللوم على الوضع الاجتماعي والاقتصادي ' وتحاكم عبر دموعها وقصتها هده واقع المرأة في بلادنا وتبصق في وجه من يتشدق بالشعارات الفارغة التي توظف واقع النساء المحرومات والفقيرات لتحقيق أغراض شخصية ...... برهة سكتت هده الشابة من أصل ازيلال ؟