أنقاض من الأتربة تملأ المكان ، ظلام دامس يحيط بالغرف ، الهواء ينساب من النوافذ المكسرة بمجرد دخولك تعود بك الأيام إلى غابر الأزمان , وتصاب بالدهشة لما تراه من أهوال .. لا بدّ أنّك متلهف لمعرفة المكان الذي ستدخله ، وهل هو في مناطق نأى بها المكان والزمان ,إنّها يا عزيزي فرعية اسمسيل نوامن التي تعد من اعرق المدارس بالمنطقة حيث يرجع تشيدها في سنة 1958م . فقد خرَّجت أجيالاً عديدة من الاطر في شتى الميادين .حيث لعبوا دورا رياديا هاماً في مجتمعنا الكطيوي والولتاني الراكد والمهمل منذ سنوات طويلة, لكن مع مرور الأيام وتقادم السنين وصلت هذه المدرسة إلى حالة مزرية اعجز عن وصفها في سطور مهما طالت !. الجدير ذكره أيضاً أن تضحية الاستادة العاملين بالمؤسسة رغم الظروف العصيبة , فان مستوى التعليم فيها لا بأس به مقارنة بالمدارس القروية الأخرى. لكن هذا لا يكفي من أجل أن تكون العملية التعليمية كاملة ومنسجمة ونموذجية... إن من يبخل على التعليم والثقافة والصحة, لن يجد المستقبل المضيء في انتظاره! إنّها مأساة كبيرة تعيشها مدرسة اسمسيل نوامن تجعل العيون تدمع والقلوب تخشع ، البرد القارص يتخلخل في العظام , والأتربة تملأ كلّ مكان لتلوث الصدور وتنشر الأمراض و الشرور .. رغم مناشدات الإدارة والأهالي للمسؤولين أكثر من مرة, ورغم المراسلات الموجهة إلى من يهمه الأمر, من أجل المساعدة في إيجاد حل مناسب, إلاَّ أنه حتى الآن لم يحرك أحد ساكناً, وكأن الأمر لا يعنيهم, رغم أن الوضع خطير, لاسيما مع دخول فصل الشتاء المعروف بكثرة أمراضه ومشاكله, من سينقذ مدرسة (اسمسيل نوامن ) من بؤسها؟ ومن سينظر بعين العطف والرأفة والحنان إلى هؤلاء التلاميد والتلميذات اللواتي ينظرن إلى الوطن ببراءة الأطفال, وإلى المستقبل بقلوب وردية, وإلى الحياة ببياض ثلجي وجداني حالم؟!... واه أسفاه على الصرح العظيم عنوان كطيوة وولتانة ، أنقذونا مما نحن فيه قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه ..