خدمات مفقودة ومستوصفات تحولت لخزائن الحبوب و أطفال ولدوا تحت جنح الظلام في المسالك الوعرة ايت أعتاب أو قرية الألف دوار كما يحلو للبعض تسميتها، القرية التي يرقد فيها العالم الكبير مولاي عيسى بن إدريس، قرية جميلة بل واحة خضراء وسط صحراء، لا تنضب عيونها ولا تتوقف مياه نهرها وادي العبيد، تنتصب على الطريق المؤدية مباشرة إلى أروع المشاهد التي رسمتها الطبيعة إنها "شلالات اوزود"، كما تقع على بعد80 كلم عن مدينة بني ملال و 40 كلم عن إقليم ازيلال ، التي توجد تحت نفوذ ترابها، و يبلغ عدد سكانها أكثر من 20 الف نسمة ، ينتشر غالبيتهم في جماعات تاونزة وتيسقي والكاراج بنسبة نمو إيجابي قُدِّرت ب 1.2 في المائة، مواردهم الأساسية الفلاحة وتربية الماشية والتجارة وتحويلات المهاجرين في الخارج... فصول من الحرمان يشعر سكان ايت اعتاب، بالتهميش والإقصاء وعدم استفادتهم من البرامج التنموية إلا بنسبة ضئيلة جدا، غياب تام لأبسط المشاريع، وانتشار واضح للبطالة بين شبابها، في ظل انعدام المؤسسات الاجتماعية والرياضية والثقافية ، وعجز المجلس عن الاستجابة لجميع متطلبات المدينة، لفقر ميزانيته كما يقولون دائما، وآفاق تبدو أنها لاتزال ستعيش أحلاما على أنقاض الاستعمار الفرنسي الذي لا تزال بقاياه واضحة للعيان من وسط "الكاراج" وصولا إلى دوار ايت طوطس وايت وابيت وانتهاءا بجماعة تاونزة... تتأسف ساكنة جماعة أيت أعتاب لما آل إليه حالها اليوم بعدما خرجت عن اهتمام المسئولين الذين أصبحت مآربهم الخاصة أقرب إليهم من حبل وريد الجماعة, هؤلاء الذين مافتئوا ينهبون ثرواتها بدءا بالغابوية منها، وانتهاءا "بخزائن" ضريح مولاي بوعنان كما حدث منذ سنوات خلت، ساكنة جلهم يعتقدون بل اعتقدوا أن جماعتهم كان من المفترض أن تصبح مركزا عمرانيا وحضاريا ينبهر له الجميع بفعل المؤهلات الطبيعية والاقتصادية، والموقع الجغرافي المميز الذي تتوفر عليه، غير أن عدم تجهيز البنية التحتية، وكذا لامبالاة المنتخبين الجماعيين والبرلمانيين الذين يمثلون المنطقة واستخفافهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم من طرف من صوت عليهم في جميع الانتخابات الماضية، أثر بشكل كبير على ايت أعتاب التي أصبح يبكي لحالها من غادروها كرها إلى المدن المجاورة كبني ملال، وكذا من هاجروها إلى فرنسا واسبانيا الذين كلما عادوا ليلقوا التحية المقتضبة على جماعة رحل منها الماء والبشر وجدوها ترزح تحت عتبة التهميش كما كانت، اللهم بعض الرتوشات المحتشمة فقط على مستوى سور مقبرة اليهود المتواجدة بطريق شلالات أوزود ! ! الزائر لقبيلتي ايت طوطس وتاونزة لن يمل أو يتعب من رؤية جمال طبيعة هذه المنطقة التي تصنع سحرها الخاص، جبال ساكنة ترسم ملامح جمال الأطلس الكبير في صمت وعظمة وشموخ، جبال مرصعة قممها ببقايا أشجار العرعر ،وطبيعة تخفي وراءها قسوة كبيرة عند فصل الشتاء حيث الأمطار الغزيرة وفيضانات وادي العبيد، التي تغلب على الجماعة وتجعل كل الطرق المؤدية إليها مقطوعة ومنفصلة عن باقي المنطقة، لتصبح حياة السكان ومعهم التلاميذ جحيما لا يختلف عن جحيم "أنفكو".