يعرف قطاع الصحة بإقليم ازيلال خصاصا مهولا في الموارد البشرية يؤثر سلبا على الخدمات المقدمة للمواطنين .فمن المعلوم أن أكثر من 10 جماعات بالإقليم لا تتوفر في الوقت الراهن على طبيب منها جماعات ظلت تعاني من غياب طبيب بها منذ عدة سنوات وهي زاوية أحنصال وايت بواولي وايت امديس. و ينتظر أن يتأزم الوضع أكثر بعد نجاح 12طبيبا مؤخرا في إحدى المباريات الوطنية، ما يعني أنهم سيغادرون مناصبهم من أجل تلقي التكوين في تخصصاتهم الجديدة .ويكفي أن نذكر كمثال لذلك مستوصف تنفردة بجماعة بني اعياط الذي بقي بدون طبيب منذ أبريل الماضي مما يؤدي إلى حرمان أكثر من 10آلاف مواطن من الخدمات الصحية والأكيد أن الحال ليس بأفضل في العديد من الجماعات الأخرى بالإقليم . وما قيل عن الأطباء ينطبق تماما عن الممرضين، فأغلب قاعات العلاج المتواجدة أصلا لتقريب الخدمات الصحية للمواطنين بالدواوير والمداشر عاطلة عن العمل ،للأسباب نفسها وهي نقص غير مسبوق في الأطر الصحية. ومن أمثلة ذلك قاعة العلاج بأسمسيل نوامان بجماعة واولى وقاعة العلاج بإنكيرت بجماعة بين الويدان التي لاتفتح أبوابها إلا أيام الثلاثاء والجمعة . يحصل هذا بإقليم أزيلال فيما تزداد المخاوف من رحيل أطباء الفريق الصيني بعد رواج أخبار تفيد بأن من أصل 14إقليما كانت تستفيد من خدمات الأطباء الصينيين على امتداد تراب الوطن، 10 فقط هي التي جددت عقودها ويحتمل جدا أن يكون إقليم أزيلال من الأقاليم الأربعة التي ستحرم مستقبلا من الخدمات الصحية للفريق الصيني. الواقع أن مشكل الخصاص في الموارد البشرية أصبح يطرح نفسه بإلحاح وحال هذه فإن الحلول الترقيعية من قبيل إيفاد طبيب مركز مجاور أو ممرض بدوار ما لتغطية الخصاص بمركز آخر أو بمدشر مجاور ليس حلا ملائما في كل الأحوال وإنما يعمق الأزمة فقط هذا إضافة إلى النقص الكبير في الأدوية وفي جودة الخدمات إذ غالبا ما يتكبد المواطنون مشاق التنقل لكلمترات عديدة دون الظفر بأي شيء يذكر. إنها دعوة إذن للمسؤولين للحرص أولا على بقاء أطباء الفريق الصيني الذين يعلم الجميع دورهم الأساسي في الوقت الذي يفضل ابناء الوطن العمل في المدن الكبرى لأسباب يعلمها الجميع.