لليوم الثامن والثلاثون على التوالي يواصل المواطن باسو أعوراي اعتصامه المفتوح أمام المديرية الجهوية للمياه والغابات ببني ملال، احتجاجا على شططها في مصادرة وإتلاف أزيد من 17 طن من منتوج الخروب الذي اشتراه بطرق قانونية من الخواص عن سنتي 2005 و 2006. حيث يقضي نهارات وليالي الاعتصام في ظروف قاسية تحت سخونة الجو ولهيب الشمس، وفي ظل تحرش السلطات المحلية التي تعرضت له بالتهديد وصادرت لافتة الاعتصام، وأعادت تكرار نفس الانتهاك لولى يقظته وصموده الذي أفشل مخططها في ترحيله. باسو أعوراي هذا الإنسان الكادح القادم من جغرافيا الإهمال والتهميش من عمق جبال جماعة تاكلفت إقليم أزيلال، الذي بقدر ما هو أنموذج صارخ لضحايا تعسف وفساد إدارة المياه والغابات بجهة تادلة أزيلال وشطط السلطات، هو في الوقت نفسه عنوان للنضال الصادق المتجرد عن كل إغراء والمتعفف في كبرياء وأنفة الأحرار عن الفتات، والمتشبث بلا هوادة بحقه في التعويض عما أُلحق به من ضرر. وهو الأعزل إلا من دعم ومساندة المناضلين الشرفاء الذين آزروه بلا كلل طوال ثلاثة شهور هي عمر الاعتصام. وحتى لا ننسى، ففي هذا اليوم الذي يبتهج فيه الأطفال ويمرحون في حلل العيد تحت دفئ الأبوين ورعايتهما، فإن طفلي باسو وهما في عمر الزهور استفاقا هذا الصباح ولأول مرة بدون حنان ورعاية أبيهم الذي غيبه جور السلطات وتعسف إدارة المياه والغابات؛ وفي الوقت الذي تَهْجَع فيه الأسر في هذه المناسبة تحت سقف الفرحة ولو كانت خاطفة، فإن أسرة باسو تعاني من وقع التشظي بزوجة وطفلين بلا مُعيل بتاكلفت وأب أنذر نفسه لانتزاع حقه وحق عياله المسلوب. مع ذلك فباسو أعوراي يقاوم بنفسِِ سيزيفي وكله عزم وإصرار بأنه ما ضاع حق وراءه مطالب. ابراهيم أحنصال