في إطار أنشطتها الثقافية والتربوية، الداعمة لثقافة التوسط والاعتدال، ومساهمةً منها في خلق أجواء تربوية وإيمانية، وفتح مجالاتٍ للتعبير عن الذات، ومزاولة أنشطة فنية ترتبط بثقافة المغاربة وتشبثهم بقيم الدين الحنيف، خاصة شريحة الشباب وعموم النساء بهذه البلدة الكريمة، نظمت جمعية بين الويدان بأفورار «أمسية قرآنية كريمة»، يوم الأحد: 2 رجب الخير 1434ه، الموافق ل: 12 ماي 2013م بمقرها الكائن بحي البام، ابتداءً من الساعة السادسة مساءً إلى غاية الساعة الثامنة والنصف ليلاً. وتأتي هذه الأمسية القرآنية الكريمة، ثمرة مباركة لتتويج أنشطة سنوية تنظمها الجمعية داخل مقرها، وتستفيد منها ساكنة أفورار، خاصة فئة الأطفال والشباب اليافعين وفئة النساء. وهي أنشطة تقوم أساسا على تعليم فن تجويد القرآن الكريم، برواية ورش من طريق الأزرق التي هي واحدة من مميزات الإنسان المغربي، وواحدة من الثوابت التي حافظ عليها المغاربة أباً عن جَدٍّ، منذ زمن طويل. كما تقوم أيضا على أساس تعهد المشتغلين من هذه الفئات المذكورة سلفا على تمتين حفظهم لكتاب الله عز وجل، وخلق فرصٍ لهم للتنافس في هذا المضمار الذي سابق فيه المغاربة كل الأمم فسبقهم المغاربة، وصدق فيهم قائلهم: (نزل القرآن في الحجاز وقرئ في مصر وحفظ في المغرب). وهذه بحمد الله تعالى «النسخة الخامسة» في تنظيم مثل هذه المسابقات الرائدة، وتتويج هاؤلاء الحافظين والحافظات والمجودين والمجودات بجوائز قيمة، تفرح لها قلوب كل المشاركين. برنامج الأمسية القرآنية: تنوعت فقرات الأمسية القرآنية المنظمة، فشملت قراءات قرآنية مختلفة، من قبل فئات متنوعة، وتخللتها كلمات إيمانية مباركة، وفيما يلي تفصيل لهذه الأنشطة: بعض الجوانب المميزة للأمسية القرآنية: جدير بالذكر أن هذه الأمسية تخللتها مميزات يستحسن ذكرها في هذا التقرير، نقتصر منها على ما يأتي: 1 تنوع فئات المشاركة في المسابقة، خاصة فئة الأطفال والتلاميذ والنساء، وهي الشريحة الأكثر اهتماما بهذه الفنون الجميلة التي تكاد تخبو أمام غزو الفنون الشرقية والغربية الداعمة لثقافة الآخر. وقد حرصت الجمعية أن تنصب اهتماماتها حول إحياء تراث المغاربة، والتمسك بثوابته، ودعم ثقافاته الأصيلة، وفي مقدمتها اهتمام المغاربة بترتيل كتاب الله عز وجل وتحفيظه للأبناء والبنات. 2 تعميم هدايا جميلة من قصص الأنبياء على عموم الأطفال والتلاميذ المشاركين في المسابقة، وذلك لتقوية حوافزهم الإيمانية، وتحميس عواطفهم على مزيد الاجتهاد والمثابرة، كما تم تقديم بعضا من هذه الهدايا لبعض الأطفال الحاضرين من غير المشاركين، كل ذلك لشد انتباههم إلى مثل هذه الأنشطة الثقافية المباركة. 4 إعطاء نماذج للقراءات القرآنية الرصينة، التي تراعي حقا قواعد التجويد والترتيل، وتؤديها أداء حسنا، يليق بمقام هذا الكتاب الكريم في قلوب المغاربة عامة. وهذا ما يرفع من مقام ترتيل كتاب الله تعالى من مستوى القراءة للألفاظ والكلمات، إلى مستوى التذوق لمعاني الآيات. تعداد الجوائز الموزعة: بلغت أعداد المشاركين في هذه المسابقة 66 مشاركا، في حين بلغ عدد الجوائز المقدمة: 26 جائزة، وهذا ما يبينه تفصيلا هذا الجدول الآتي: وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يتقبل جهود جميع المتدخلين، والمؤطرين، والمشاركين، وأن يجعلها في ميزان حسناتهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين. محمد كسوة رئيس جمعية بين الويدان