كنت من المستدعين للمقابلة الشفهية بسلك الدكتوراة تخصص ما يسمى أدب وفنون ، بعد عملية تسجيل إلكترونية شاقة عبر البوابة الإلكترونية للكلية ، فقد كان عدد المترشحين لهذه المقابلة يتجاوز 130 مترشحا ومترشحة تم توزيعهم إلى مجموعات طيلة يومي 23 و24 نونبر المنصرم ، كنت ضمن المجموعة الثانية المبرمجة مساء يوم 23 نونبر الذي صادف يوم الأربعاء ، وهو كما يعلم الجميع كان يوم أول مقابلة للفريق الوطني المغربي ضمن فعاليات كأس العالم 2022 التي تستضيفها دولة قطر الشقيقة . لما حضرت إلى قاعة اللقاء وجدتها خاوية على عروشها ، واستفسرت أحد الطلبة الذي كان متواجدا هناك في الأمر فأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أن أعضاء لجنة المقابلة الشفهية ذهبوا لمشاهدة مباراة الفريق الوطني، بعد إجراء تغيير بسيط في البرمجة، حيث سيقابلون طلبة الفترة الصباحية في المساء، وطلبة الفترة المسائية صباح الغد، شعرت بخيبة الأمل وأنا المنقطع عن عملي بعد إدلائي برخصة في الموضوع قبلها رئيسي المباشر على مضض . آويت إلى ركن منعزل بالجهة الجنوبية لهذه الكلية والذي كان مخصصا لملعب مصغر لكرة القدم، حيث تحول المكان إلى بناية حديثة متعددة الطوابق وشرعت في مراجعة مشروع الدكتوراة الذي أعددته إلى حين انتهاء مباراة الفريق الوطني ،ثم رجعت أنتظر مع الطلبة المنتظرين ، طلبة الفترة الصباحية وطلبة الفترة المسائية ، ليحضر بعد ذلك أفراد لجنة المقابلة ، فأخبرونا أنهم مستعدون لمقابلة كل من حضر من مجموعة الصباح و مجموعة المساء . لما وصل دوري بعد أذان المغرب و كنت آخر طالب يحظى باللقاء في ذاك المساء ، لأنني من أبناء المنطقة ، ولجت قاعة اللقاء قدمت المشروع المقترح أمام أعضاء اللجنة ليسمحوا لي بعد ذلك بالانصراف . إلى حد هنا تبدو الأمور عادية ، لكن ما أثار استغرابي هو خروج النتائج النهائية يوم السبت 26 نونبر صباحا ، رغم استمرار برمجة المقابلة الشفهية طيلة يوم الخميس صباحا ومساء ، ويوم الجمعة كما يعلم الجميع يصادف أداء الصلاة ، كيف استطاع أعضاء اللجنة الاطلاع على الملف العلمي المتعلق بكل طالب في هذه الفترة الزمنية الوجيزة ؟ حيث طالبونا بثلاث نسخ من مشروع بحث الدكتوراة، إضافة إلى نسخة من بحث الماستر، ونسخة من السيرة الذاتية للمترشح، إذا ضربنا عدد هذه الوثائق في عدد المترشحين 130 حتما سنحصل على ما يقارب 400 وثيقة ، هل استطاع أعضاء هذه اللجنة الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة نفر الاطلاع على كل هذه الوثائق وقراءتها قراءة نقدية لتكوين صورة ذهنية عن المؤهلات العلمية لكل مترشح في هذه الفترة الوجيزة ؟ أم أن الأمر يتعلق بمعايير أخرى يعرفها الجميع؟ وإذا كان الأمر كذلك فماذا ذر الرماد في الأعين بإخراج هذه المباراة للعلن ؟حيث صادفت في يوم المقابلة مجموعة من المترشحين أغلبهم تحملوا عناء السفر من مدن كأكادير وتنغير والراشيدية ، منهم طلبة غير موظفين ولا يخفى على أحد معاناة طالب العلم الأعزل في واقعنا المر . كل هذه الأسئلة تبقى معلقة وموجهة لكل من يهمه الأمر خصوصا السيد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان .
عبدالرحمان المكاوي طالب باحث حاصل على شهادة الماستر سنة 2019