نظمت عمالة إقليمأزيلال يوم الأربعاء 25 ماي 2022 لقاء تواصليا إقليميا بمناسبة تخليد الذكرى 17 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلاله الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي الموجه للأمة بتاريخ 18 مايو 2005، والتي تعد ورشا ملكيا متجددا مكن من مأسسة مقاربه تشاركية مبنية على التشاور والتضامن والمشاركة الفعالة بين جميع المتدخلين، وكذا تحقيق نتائج إيجابية، من حيث عدد المشاريع التي تم إنجازها أو التي هي في طور الإنجاز أو بالنظر إلى نوعيه هذه المشاريع والفئات المستهدفة والخدمات التي تقدمها في مختلف المجالات ذات البعد الاجتماعي. وبهذه المناسبة ألقى السيد عامل الإقليم محمد العطفاوي كلمة أكد من خلالها أنه يتم الاحتفال بهذه الذكرى هذه السنة تحت شعار: "المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: مقاربة جديدة لإدماج الشباب"، باعتبار أن تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب ما فتئ يحظى بعناية بالغة من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي أكد في العديد من المناسبات على أن الشباب يشكل ثروة حقيقية ومحركا أساسيا لعجلة التنمية. وأشار عامل الإقليم إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسعى في مرحلتها الثالثة إلى إطلاق جيل جديد من المبادرات لتحرير الطاقات الشبابية عبر اعتماد سياسة مندمجة خاصة بالشباب ترتكز أساسا على التكوين الذي يتلاءم مع حاجيات سوق الشغل وكذا تعزيز قابلية التشغيل من أجل تمكينهم بالتالي من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وتحسين مستوى عيشهم. ومن جهة أخرى أكد العطفاوي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة بتاريخ 19 شتنبر 2018، ترتكز على مقاربة إرادية ومتجددة تهدف إلى تعزيز وتحصين المكتسبات، مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة والادماج الاقتصادي للشباب. ويرتكز هذا البرنامج يضيف السيد العامل على ثلاث محاور رئيسية: ريادة الأعمال الذي يهتم بمواكبة المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا والمتوسطة في مراحلها الأولى من خلال اعتماد مقاربة تروم فهم احتياجات الشباب من خلال الاستماع إليهم كخطوة أساسية وبالتالي توجيههم ومواكبتهم، وأنه تمت برمجة 77 مشروعا في هذا الإطار بقيمة إجمالية بلغت 11 مليون درهما ساهم فيها صندوق المبادرة الوطنية ب 7 مليون درهم استفاد منها 80 شابا وشابة. أما محور الإقتصاد الإجتماعي والتضامني: والذي يهتم بدعم التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي التي تشتغل في إطار الاقتصاد الاجتماعي التضامني وتطوير سلاسل الانتاج المحلية المندمجة وذات القيمة، فقد تمت برمجة 46 مشروعا بقيمة إجمالية ناهزت 62 مليون درهم ساهم فيها صندوق المبادره الوطنيه بمبلغ 11,7 مليون درهم شملت بالخصوص البرامج الإقليمية لتنمية الزراعات البديلة (زراعة الزعفران والكبار) همت 710 مستفيد ومستفيده. وبخصوص محور دعم قابلية التشغيل: والذي يتوخى مواكبة الشباب في البحث عن الشغل وإرشاده وتوجيهيه لاقتناص فرصة عمل دائمة وتحسين قابلية التشغيل لديه، وأنجزت في هذا الإطار 4 مشاريع برسم الفتره 2019 -2021 بقيمة إجمالية بلغت 720 ألف درهم همت بالخصوص تكوين المجازين المقبلين على اجتياز المباريات، واستفاد منها 610 شاب وشابة. وأوضح عامل الإقليم أن العدد الإجمالي للمشاريع التي تمت برمجتها برسم الفترة 2019 /2021 بلغ 127 مشروعا بكلفة إجمالية ناهزت 74 مليون درهم منها أزيد من 20 مليون درهم كمساهمة صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وشدد السيد العطفاوي على كون الادماج الاقتصادي للشباب يبقى من بين الاشكاليات المعقدة والمتعددة الأبعاد، والتي تتطلب إعتماد مقاربات متجددة تتلائم مع الخصوصيات الإقليمية والمحلية، ومن هنا تأتي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة الرامية إلى الإنصات والتوجيه والمواكبة من أجل دعم الأفكار المتجددة لدى الشباب. ونوه عامل إقليمأزيلال بالخدمات التي تقدمها المنصات الخاصة بالشباب التي تم إحداثها على المستوى الإقليمي (دمنات بزو وتكلفت) باعتبارها دعامة أساسية لتنزيل وتنفيذ هذه المقاربة المتجددة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فهي تعتبر فضاء للشباب للانصات إليهم وتوجيههم من طرف مختصين لتحديد حاجيتهم من التكوين والمواكبة والتمويل، مضيفا أن الحكومة استلهمت فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأطلقت عدة مشاريع مماثلة منها على الخصوص برنامج انطلاقة وفرصة وختم العطفاوي كلمته بالتأكيد على أن نجاح تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رهين بمدى فاعلية جميع الشركاء والفاعلين الجمعويين، حيث كشفت التجربة عن كون الإقليم يتوفر على مجتمع مدني ذو كفاءة وخبرة كفيلة بضمان التسيير الأنجع والمواكبة والتأطير، كما أبان في كل المناسبات عن روح المبادرة الخلاقة والتعاون المثمر، وعن انخراطه إلى جانب باقي الشركاء لتبني مقاربات ومنهجيات عمل جديدة من خلال المشاركة في جميع اللقاءات التواصلية والدورات التكوينية، داعيا كافة الفاعلين المحليين من سلطات محلية منتخبين مصالح خارجية مجتمع مدني كل من موقعه لتعبئة الجهود من أجل دعم أفضل للشباب لما يشكله من ثروة حقيقية ومحرك أساسي لعجلة التنمية. وفي ذات السياق أكد السيد متوكل بلعسري الكاتب العام لعمالة إقليمأزيلال، في إطار تعقيبه على المداخلات أنه تبعا للمناظرات الجهوية التي أشرفت عليها المنسقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي خصصت لتقييم الفتره الأولى 2019 – 2021 من المرحلة الثالثة، فإنها خلصت إلى الإستجابة للعديد من الملاحظات الخاصة بالبرامج الأربع، وخاصة برنامج تحسين الدخل والادماج للشباب حيث تم تقليص نسبة مساهمة حاملي مشاريع محور دعم ريادة الأعمال من 40 % إلى 10 % مع إمكانية رفع سقف مساهمة المبادرة الوطنية من 100 ألف درهم إلى 150 ألف درهم بالنسبة للمشاريع المتميزة من حيث التجديد والابتكار، مع اعطاء الصلاحية للجنة الإقليمية لتحديد أشطر صرف مساهمة المبادرة الوطنية، موضحا أن هذه الملاحظات والمطالب انطلقت من إقليمأزيلال مما يؤكد أن هذا الإقليم يعتبر مدرسة حقيقية. ومن جهته قدم السيد عصام بن عسو رئيس مصلحة البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية عرضا حول حصيلة برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب برسم الفترة 2019-2021، كما قدم السيد رفيق ناجي المنسق الإقليمي للنسيج الجمعوي التنموي بأزيلال عرضا حول أنشطة المنصات الإقليمية للشباب. وتم بهذه المناسبة تقديم شهادات حية للمستفيدين من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حول مسارهم في خوض غمار المقاولة. وبهدف تيسير الإدماج الاقتصادي للشباب، قامت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة اقليمازيلال ببرمجة مجموعة من التدخلات في هذا المجال ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب حيث استفاد من خدمات المنصات الإقليمية للشباب المحدثة على صعيد إقليمازيلال 2584 شابة وشابا، كما تم تمويل 122 مشروعا مدرا للدخل استفاد منها 1400 شخصا، بغلاف مالي إجمالي بلغ 72.339.400.00 درهم ساهم فيها صندوق دعم المبادرة بما مجموعه 14.792.349.00 درهم. وتوج هذا اليوم التواصلي بتوزيع 14 سيارة للنقل المدرسي مقتناة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة مختلف جماعات الاقليم.