لم تمضي ايام قليلة عن تطرقنا لموضوع تحت عنوان “كابو الإلتراس بالمغرب كبش فداء أي حدث لا رياضي”، والذي جاء في أبرز فقراته “إذا كان فعلا المشرع المغربي، بالإضافة للجهاز الوصي على كرة القدم بالمغرب، يعمل جاهدا على الحد من ظاهرة الشغب فيستوجب عليه التفكير في عقوبات بديلة للقاصرين كاسلوب جديد سيساهم في ردع الجماهير، عوض الزج بهم في زنزانات السجون، والمساهمة في صنع مجرمين يستحسن حرمانهم لمدة محدودة من ولوج الملعب، خاصة انه المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب الشغوفين بكرة القدم”. حتى جاء الجواب سريعا من هيئة قضايا الأحداث بخريبكة، والتي قضت في جلستها السرية الإبتدائية بخريبكة، بمؤاخدة سبعة قاصرين في قضية الأربعاء الأسود، والذي شهد أحداث شغب بعد نهاية مباراة أولمبيك خريبكة بضيفه الوداد الرياضي، بالسجن النافذ في حدود ما قضوا، مع منع القاصرين السبع المتابعين من ولوج الملعب لمدة سنتين، وهي العقوبات البديلة التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق، والتي تعتبر حل بديل من أجل ردع المشاغبين، ومحاربة ظاهرة العنف الرياضي، كعقوبات بديلة، فعوض الزج بالقاصرين في غيابات السجون، وحرمانه من فصول الدراسة، والمساهمة بشكل غير مباشر في صناعة مجرمين يهددون سلامة المواطنين، يتم متابعة هؤلاء المتورطين في أحداث الشغب في حالة سراح، وحرمانهم من ولوج الملاعب الرياضية ومساندة فريقهم المفضل، كنوع من العقوبات البديلة، التي ستساهم لا محال في تخليق الملاعب الرياضية، حتى تسود الروح الرياضية بين جماهير الفرق المغربية، ولم يأتي إقتراحنا من فراغ بل نتاج خالص لتجربة الإنجليزية، والتي عانت كثيرا من مخلفات ظاهرة الشغب، لتصبح بعد أعوام نموذج حي للتعايش بين الجماهير وأرضية الميدان، فأصبحت المسافة التي تفصل بين المدرجات وأرضية الميدان سوى بضع أمتار. اليوم سنرفع القبعة عالية للقضاء الخريبكي، لمساهمته القيمة في تخليق الميادين الرياضية، من خلال هذا القرار الذي يعد فيصلا في تحديد مستقبل مجموعة من الشبان القاصرين.