، من الشعارات الرئيسية التي ترددها التظاهرات وملاعب كرة القدم في المغرب لمواجهة ظاهرة الردة الحقوقية وغياب المحاسبة أمام التشرميل الرسمي الذي عات فسادا في ممتلكات الشعب. والآن أصبحت عنوان أغنية من أغاني الراب التي حققت في ظرف يومين ما بين الأربعاء والجمعة من الأسبوع الجاري قرابة مليوني من المشاهدات في موقع التواصل الاجتماعي يوتوب، وهو رقم قياسي. صورة من شريط الفيديو ويؤدي هذه الأغنية الثلاثي المبدع لزعر ولكناوي ولد كريا، وجرى تصويرها في أجواء يسودها الظلام ومغلقة لتعكس الكلمات الجريئة والشجاعة في وصف الواقع المغربي سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وهو واقع مغلق ومظلم بدون أفق. ويجد كل مغربي من عامة الشعب نفسه في كلمات الأغنية، فهي تتحدث باسم الجندي المتقاعد الذي أفنى زهرة عمره في الدفاع عن الوطن ليجد نفسه بتقاعد هزيل، وتتحدث باسم الشاب المغربي الذي درس وأصبح بعقد مؤقت ومهدد بالطرد وباسم الشاب الذي يرى في هجرة الموت سبيلا للنجاة من الفساد، وباسم الأم التي تقف عاجزة أمام صعوبات الزمن الرديء لمساعدة أبناءها وباسم المواطن الذي تلفق له التهم الكاذبة…… ولعل أبلغ تعبير في الأغنية تلك الجملة التي تقول "أنا لجبت الاستقلال وعمري بيه ما حسيت" أي "أنا الذي ناضلت من استقلال البلاد ولم أتمتع بخيرات هذا الوطن". ولهذا وجدت الأغنية إقبالا كبيرا من طرف المغاربة وخاصة الشباب وحققت أرقاما قياسية كبيرة ومدهشة في اليوتوب، إذ حققت في ظرف 48 ساعة قرابة مليوني مشاهدة، وأكثر من 25 ألف تعليق، وأكثر من 208 ألف إشارة تأييد مقابل 3 آلاف فقط سلبية. وهذه الأغنية الجريئة تنتمي الى نوعية الراب النضالي الذي يعكس آلام ومعاناة الشعوب، وهي استمرار لأغاني شهدها المشهد الثقافي والفني المغربي خلال العشر سنوات الأخيرة، وهي مختلفة ومتناقضة عن الراب الذي تروج له جهات معينة وتموله بعض الفنانين وتحاول أن تجعل منهم نجوما. وفي الوقت ذاته، هذه الأغنية الملتزمة هي امتداد لظاهرة الرفض الجماعي الذي باتت تتفاقم في المغرب تجاه الظلم ومن أبرز مظاهرها الأغاني في ملاعب كرة القدم التي تندد بالظلم والحكرة والتشرميل السياسي. ويعتبر جمهور الرجاء البيضاوي مؤسس هذه الظاهرة الملفتة سياسيا واجتماعيا وثقافيا. عاش الشعب أغنية من صميم الواقع المغربي الذي لم يعد يستحمل الفساد والترهيب والقمع، وهي التي تقلو في كلماتها "ما ادي يكفيكم معنا لا ترهيب لا قرطاس…إذا كنتي مقدش تحس بهضرتي تنحى وزول".