السيول الجارفة تعري هشاشة البنية التحتية بمجموعة من المناطق بالجهة وتطرح علامة استفهام جودة إنجاز المشاريع تسببت الأمطار الرعدية التي عرفتها جهة بني ملالخنيفرة نهاية الأسبوع الماضي في فيضان مجموعة من الأودية أدت إلى غمر عدد من المنازل بالمياه وتضرر الكثير من الطرق والمسالك. ولعل أبرز هذه الطرق التي تضررت رغم أن الأشغال انتهت بها منذ أسابيع قليلة فقط الطريق الرابطة بين بني ملال وأولاد امبارك وبالضبط على مستوى المدارة المتواجدة أمام السوق الأسبوعي لأولاد امبارك والمؤدية إلى جماعة فم أودي. فالأمطار كشفت عن ضعف البنية التحتية وهشاشتها بهذه الطريق المهمة التي خضعت لعملية التوسيع والتقوية والتي استمرت بها الأشغال طويلا، واستبشر بها السكان ومستعملي هذه الطريق خيرا، لأنها كانت تعرف اختناقا مروريا على هذا المستوى خصوصا يوم الخميس الذي يصادف السوق الأسبوعي للجماعة. غير أن الأمطار “المجلس السماوي للحسابات” فاجأت الجميع وكشفت عن هشاشة أشغال بناء هذه الطريق خاصة جنباتها التي اقتلعت بالكامل وحفرت حفرا غائرة، حيث شبهها بعض المواطنين ب “الباسطا” نظرا لسمك طبقة الزفت بها، وهو ما يطرح سؤالا مشروعا سيظل يؤرق بال المواطنين حول مدى الحكامة والنجاعة والجودة في المشاريع المنجزة بالجهة التي أصبحت ورشا مفتوحا. ومن الأمور الغريبة والعجيبة التي وقفت الجريدة عليها هو قيام الشركة الملكفة بانجاز التشوير الأفقي بهذه الطريق يوم السبت 7 شتنبر 2019 وهو اليوم الموالي للأمطار الرعدية والفيضانات التي ضربت المنطقة وملأت هذا الشارع بالأوحال والغبار بعملية الصباغة. وأمام هذه المناظر المؤلمة لا حديث للمواطنين، خلال هذه الأيام إلا عن هشاشة البنيات التحتية بعدد من مدن وجماعات الجهة، والتي كشفت غزارة الأمطار عن «عيوب» عدة ببعض الصفقات العمومية التي همت على الخصوص مشاريع إحداث وتوسيع وترميم الطرقات والمسالك. وعبر العديد من المواطنين عن تذمرهم الشديد لما آلت إليه وضعية هذه الطريق الحديثة، وطالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإصلاحها لكن بتجويدها وإتقان العمل وذلك وفق ضوابط تقنية عالية بعيدا عن أسلوب الترقيع الذي تكشف عن عيوبه الأمطار كلما تهاطلت على المنطقة.