ألم يحن الوقت لإعادة النظر في طرق وأساليب تنظيم حفلات التكريم والتتويج والعرفان، التي باتت منتشرة داخل المؤسسات العمومية والخاصة، والنموذج ما تعرفه مؤسسات قطاع التعليم مع نهاية كل سنة دراسية ؟؟ ألم يفطن هؤلاء المنظمين إلى أنهم يسوقون لوهم الإنصاف والامتنان، ويخذلون الفئات المكرمة والمتوجة، بالركوب عليهم، من أجل الظهور بمظاهر المؤسسة المواطنة والمتفوقة والجادة و.. عوض التسويق للكفاءات والقدوات والقيادات الجادة داخلها؟؟ ألم يحن الوقت للكف عن تلميع صور المؤسسة ومالكها أو رئيسها، والاكتفاء بإعطاء المكرمين والمتوجين النصيب الأكبر من الحفاوة والترحاب، لأنهم عرسان الحفل ورواده؟؟ جميل أن تبادر أي جهة (مرفق عمومي أو خاص، جمعية، حزب، نقابة، منظمة ..)، إلى تنظيم حفلات تكريم أو تتويج أو عرفان أو غيرها من المبادرات التي يكون الهدف منها تثمين عمل أو مسار أو إنجاز لشخص أو أشخاص .. تلاميذ، طلبة، متقاعدين، أبطال، مبدعين، مقاومين،… لكن الأجمل كان سيكون لو تم الاهتمام بتلك الفئة قبل وأثناء وبعد تنظيم الحفل. عوض الاهتمام بمن حضروا الحفل. وتحويلهم إلى مجرد زينة أو فيترينا للحفل. الأجمل أن تكون المبادرة منصفة للمكرم و المتوج .. وأن يحظى المكرم والمتوج بقمة الاهتمام والحفاوة والتقدير والإشادة والتعريف الكامل بمساره ومسيرته. عوض الاهتمام بالشخص (وزير، والي، عامل، منتخب، مسؤول مدني أو عسكري..)، الذي سيقدم له الهدية أو التذكار أو … نفس الرسالة أوجهها لمعظم ممثلي المنابر الإعلامية، التي تقوم بتغطية تلك الحفلات والمناسبات على هوى أصحابها. حيث المقالات تصب حول المنظمين والحضور والأجواء و… عوض الانكباب على التعريف بالمكرمين والمتوجين.. والبحث والتنقيب من أجل تقديمهم للقراء، والتعريف بهم.. ما الفائدة من الإشارة إلى أن (وزير أو وال أو عامل أو منتخب أو مسؤول..)، أشرف على حفل تكريم (مجموعة من المتقاعدين)، أو تتويج (مجموعة من المتفوقين دراسيا أو رياضيا أو ثقافيا أو فنيا ..)، أو .. إذا لم يتم الحديث بالتفصيل على (عرسان التكريم والتتويج)، الحديث عن أسماء المتقاعدين ومساراتهم وكيف تلقوا التكريمات. والحديث بالتفصيل عن المتوجين وإجنازاتهم بالأرقام والمعطيات الدقيقة… ألا يحق أن يحظى هؤلاء بصدارة العناوين والمقالات و الفيديوهات والأشرطة السمعية البصرية. وأن يترك هؤلاء المنظمين والضيوف أسفل الموضوع الصحفي؟ .. علما أن الحفل هو لهم ومن أجلهم. وليس من أجل المسؤول يعتبر تلك الزيارة، مجرد حضور للتثمين والمباركة وإرضاء الخواطر.. مسؤول قد لا يعرف شيئا عنهم، وقد لا يسأل عنهم، بعد تلك الدقائق التي قضاها بمقدمة الحفل ينتظر توزيع الهدايا والجوائز. والعودة إلى مخبئه.
إنها مهازل التكريم والتتويج، التي ترسخت في أذهان هؤلاء المسيرين وأصحاب (الشكارة)، والتي غالبا ما تنتهي بغضب وسخط المكرمين والمتوجين. إذ كيف تقرأ عشرات المقالات عن حفل تكريم أو تتويج.. ولا تقرأ مقالا واحدا يسرد بالتفصيل أسماء ومسارات المكرمين والمتوجين، ودوافع تكريمهم أو تتويجهم؟ .. لننظر مثلا إلى هذه المقالة : أشرف عامل إقليم .. على توزيع هدايا وشواهد تقديرية لمجموعة من التلاميذ المتفوقين .. خلال حفل نظمته مؤسسة.. المستفيد منها بالدرجة الأولى هو (عامل الإقليم)، والمستفيد الثاني هي (المؤسسة المنظمة). بينما لا نصيب للمتوجين من هذه المقالة..