أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بلاغا صحفيا، أكد فيه الوزير على جعل "الدخول المدرسي والمهني والجامعي 2018/2019 مناسبة سانحة لإعطاء إشارات قوية وملموسة على الانخراط المسؤول والفعال في تسريع وتيرة الإصلاح". وذكر المصدر أن مثل هذه البلاغات أضحت أسطوانة مشروخة أكل عليها الدهر وشرب، واعتاد المغاربة على ذلك، حيث كل موسم دراسي يرفع إليه شعار وخطاب لإنجاحه، لكن لم يسمع قط عن نجاح "الخروج المدرسي" أو نجاح منظومة التعليم، ومؤشر جودة التعليم العالمي الصادر مؤخرا عن المنتدى الاقتصادي العالمي "يركنا" في مؤخرة الترتيب، وتقدمت علينا دول مثل اليمن التي دمرتها الحرب وتغيب فيها الدولة. ويضيف المصدر نفسه، أن إصلاح التعليم هو مجرد شعار عند مسؤولين "عششوا" في القطاع، وأنه عدمي ولا معنى ولا قيمة حقيقية له، ما دام التطبيق الفعلي والسليم للتوجيهات الملكية المتضمنة في خطاباته، آخرها خطابي 29 يوليوز و 20غشت 2018 لم يتم بانخراط مسؤولين نزهاء بريئي الذمة من ملايير البرنامج الاستعجالي. فأساتذة وإداريون ومراقبون تربويون يصارعون اختلالات في المنظومة كان وراءها مثل هؤلاء. ووصف مصدر آخر أن قرارات إدارية وزارية سابقة كانت عبثية وهي وليدة عدمية الإصلاح، ويتساءل كيف يطلب الوزير من مديري الأكاديميات بالإسراع باستكمال هيكلة الأكاديميات والمديريات الإقليمية التابعة لها، وهو نفسه لم يستكمل الهيكلة المركزية للوزارة ولم يعلن عن نتيجة مدير أكاديمية جهة كلميم وادنون؟، وكيف تم إسناد منصب مدير أكاديمية جهة العيون الساقية الحمراء خلافا لمقتضيات مرسوم المناصب العليا؟ ومتى سيفرج عن لائحة المسؤولين عن اختلالات البرنامج الاستعجالي؟، ولماذا لم يتم توقيفهم إلى حين عرضهم على القضاء أو المجالس التأديبية شأنهم شأن باقي الموظفين من أساتذة وملحقي الإدارة والاقتصاد، وملحقين تربويين، ومديري المؤسسات التعليمية، ومساعدين تقنيين، وآخرين؟ أم كما يقول المثل الشعبي : عند هزان المخافي عيطوا لمولاي الوافي وعند هزان الحجر عيطوا ل عبد الكبير المكضر. وأكد المصدر أن كل محاولات الإداريين والتربويين بالقطاع وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ وفعاليات المجتمع المدني لإدراك تعليم جيد وكل كفاحاتهم وكل مجهوداتهم قبل ميثاق التربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي تحيلنا على أسطورة مفادها كمن يحمل صخرة عظيمة من أسفل جبل شاهق إلى أعلاه، وكلما حملها ووضعها على قمة الجبل، تدحرجت سقوطا إلى أسفل الجبل من جديد، ويعود ليحملها من جديد، وتسقط مرة أخرى وهكذا دواليك شقاء وتحمل أبدي بلا جدوى، فكان الله في عونهم !!! من جهة أخرى وجه وزير الداخلية دورية للولاة والعمال قصد المساهمة في النهوض بقطاع التعليم، وهنا يعقب متتبع بقول المثل الشعبي : لي عوام يقطع غير راسو، مضيفا أن قطاع الداخلية بما فيه الجماعات المحلية لا يخلوا من اختلالات، وحبذا لو وجه الوزير دورية للنأي بالنفس عن التدخل في تدبير وتسيير شؤون الأكاديميات والمديريات الإقليمية التابعة لها. وأن جميع مكونات قطاع التربية والتكوين على دراية كاملة بوضعية منظومتهم، إلا أن الأساتذة والإداريون التربويون المحليون لم يستفتوا في أي إصلاح يريدونه لمنظومتهم، فالمسؤولون المركزيون والجهويون والإقليميون ومنهم من كانوا وراء اختلالات كبرى أدلوا بدلوهم، وقالوا إن الحل هو الإصلاح، ولكنهم لم يفعلوا إلا عكس ذلك. وأشار المتتبع تطلع كل مواطن الذي يبحث فعلا عن إصلاح حقيقي للقضية الثانية إلى ملامسة المفهوم الجديد للسلطة. ومنذ 18 سنة رفع ملك البلاد شعار "المفهوم الجديد للسلطة"، مفهوم لا تزال ملامحه تتراءى كل مرة ومع كل مشروع إصلاح، ومع كل ظهور اختلالات كبرى. تجلى المفهوم عندما أجاب العاهل المغربي على احتجاجات حركة 20 فبراير المتزامنة مع ما اصطلح عليه "الربيع العربي"، فكان خطاب 9 مارس الذي تمخض عنه دستور اعتبره الكثيرون ثوريا. فشرح الوضع بكل واقعية وموضوعية، عندما قال: إننا نعيش اليوم في مفارقات صارخة من الصعب فهمها، أو القبول بها. وهذا ينطبق على قطاع التعليم. و أكد المتتبع على ضرورة تجاوز " العقلية المخزنية" وحفظ حقوق نساء ورجال التعليم، وكرامتهم، وأمنهم، والقطيعة بصفة نهائية وعملية مع "مخزنة" تدبير وتسيير شؤون عامة الشعب، والأخذ بعين الاعتبار التحولات العالمية، وحالة النظام الدولي الجديد، وأن لا نكون كما يقول المثل الشعبي:تحزمت الكرعة بالسلاوي وقالت ليه يا الله انقطعوا ألواد.